شددت الشيخة فاطمة بنت مبارك زوجة رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على ان المرأة في الامارات تشارك مشاركة فعّالة في عملية التغيير الاجتماعي والثقافي ورسم ملامح الحاضر والمستقبل. وقالت في حديث الى صحيفة "الشرق" القطرية تنشره "الحياة" بالاتفاق مع الصحيفة: "لن يمضي وقت طويل حتى تأخذ المرأة الاماراتية دورها في المجال السياسي بعد ان تتم الترتيبات اللازمة لذلك"، ونوهت الشيخة فاطمة بنت مبارك بإتاحة الفرصة للمرأة القطرية لخوض الانتخابات البلدية التي ستجري في آذار مارس المقبل. ورأت ان المرأة الخليجية قطعت شوطاً متقدماً في مجال العمل السياسي. وهنا نص الحديث: كيف ترين مسيرة المرأة الخليجية في الفترة الاخيرة؟ - المرأة الخليجية التي كانت تقوم بدور الام واعمال المنزل في السابق اصبحت تساهم عبر قنوات تنظيمية الاتحادات النسائية في حركة التنمية الشاملة التي تشهدها دول مجلس التعاون الخليجي، اذ اخذت دورها في بناء المجتمع على أسس علمية، مستفيدة من الكوادر النسائية الكثيرة المثقفة والمتعلمة، وما كان ذلك ليتم لولا اقتناع قادة دول المجلس بدورها الايجابي في حركة التطور الذي تشهده هذه الدول. وما هذا الدور الرائد للمرأة الا تجسيد لنظرة الاسلام لهذه الانسانة، فقد منحها حقوقاً كحق المساواة بينها وبين الرجل في التكاليف والحقوق الشرعية، وحقها في التعلّم والتملّك الى جانب الحقوق في كل مجالات الحياة. اننا نلمس دورها الفعّال في فتح منابر التعبير امامها، فبعدما اخذت قسطاً وافراً من التعليم والمؤتمرات العالمية وأوصلت صوتها عبر هذه المنابر، وأبدت رأيها في القضايا المحلية والعالمية، شكل حضورها نقلة نوعية تعكس مدى ما وصلت اليه من تقدم وتطور ومكانة. ما مدى مشاركة المرأة الخليجية في العمل السياسي في المنطقة، والامكانات المتاحة لذلك في ظل الظروف الراهنة للمجتمعات الخليجية؟ - قطعت المرأة الخليجية شوطاً متقدماً في مجال العمل السياسي، فاذا كان مصدر القرار السياسي هو ترجمة لمجمل ما تتوصل اليه المؤسسات في الدولة، فان المرأة الخليجية بشكل عام ممثلة في هذه المؤسسات وبفاعلية عالية، ومن هنا فهي مشاركة في اتخاذ القرارات وفق قنوات منظمة. وفي دولة الامارات وبعد التطور الذي وصل اليه المجتمع استطاعت المرأة ان تواكب القفزات النوعية التي حدثت فيه، مما يمهد لها الطريق لدخول الساحة السياسية بكل زخم لتمثيل دعم سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، غير المحدود لها في هذه الحقبة التاريخية، وكل هذا من اجل ان تأخذ المرأة الاماراتية دورها الكامل في بناء الوطن. وأثبتت هذه المرأة انها اهل لكل ما يُناط بها من مسؤوليات، ولن يمضي وقت طويل حتى تأخذ المرأة الاماراتية دورها في المجال السياسي بعد ان تتم الترتيبات اللازمة لذلك، وبعد ان يكتمل الجهد المبذول في احاطة دور المرأة باتجاهات ايجابية يقبلها المجتمع، نائبة في مجلس الامة وغيره من المناصب السياسية. ان المرأة في قطر بدعم من صاحب السمو أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وبرعاية صاحبة السمو الشيخة موزة بنت ناصر المسند زوجة الأمير، اتيحت لها فرصة الانتخاب في المجلس البلدي في آذار المقبل مما يبشر بالخير. ومسيرة المرأة الاماراتية... - للمرأة الاماراتية مشاركة فعّالة في كل شؤون الحياة في المجتمع، وهي تعيش في مواقع ميدانية، فهي مدرّسة وصحافية وطبيبة واستاذة جامعة وباحثة وراعية للجمعيات النسائية والخيرية والتراثية والثقافية. وهي من خلال هذه المواقع تشارك في عملية التغيير الاجتماعي والثقافي، الى جانب دورها الاول في تربية الاجيال تربية موجهة تصبّ في صنع الرجال المؤمنين بالله ومن ثم بانتمائهم الى اوطانهم. وهي بذلك تشارك في رسم ملامح الحاضر والمستقبل. واذا كانت المرأة الاماراتية لم تسم بعد وزيرة او نائبة شورى فانها تلعب دوراً اكثر مما يناط بهذه المناصب من مسؤوليات في الواقع العملي. هناك تحديات كبيرة امام الاجيال الحالية للمرأة الاماراتية، فهي من جانب تساهم في حركة التنمية وتستوعب ما يدور حولها من افكار كالعولمة التي دهمت حياتنا الثقافية والاقتصادية وتحاول جاهدة الا تكون بمعزل عما يجري في محيطها الخليجي والاقليمي والعالمي. ان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان يريد للمرأة ان تأخذ حقوقها المستمدة من الروح الاسلامية، وأتاح لها ن تلعب دورها الكامل عبر قنوات تشغلها اليوم، وقنوات مؤهلة لأن تكون فيها مبدعة، وعلى مقدار كبير من المسؤولية. ان المرأة الاماراتية عملت وتعمل في شكل واقعي في قضية التغيير الاجتماعي، وهي بتوجيهات رئيس الدولة متمسكة بأصالتها وعاداتها وتقاليدها، متفتحة الذهن على ما يدور حولها من احداث.