من المؤكد ان لا مفر من الشيخوخة، فهي نتيجة طبيعية وحتمية لتطور الجسم البشري، وهي احد قوانين الطبيعة. ومع ذلك، وبفضل الاكتشافات الحديثة والتجارب العلمية التي اجراها كبار علماء التغذية، اصبح من الممكن الحد من سرعة هذه العملية وتأخير ظاهرة الشيخوخة. فالشيخوخة ليست نتيجة التقدم في العمر فحسب، ولا يمكن المزج بين العمر من حيث عدد السنين والعمر "البيولوجي". وأعمارنا تقاس بحالة جلدنا وبشرتنا وليس بعدد السنين التي امضيناها على وجه الأرض. واستعادة شباب جهاز ما تتقضي تنشيط القوى البيو - كيماوية في خلاياه، واعادة تنظيم نظامه العصبي، وتعزيز كل ما يساعده على التصدي للمصائب. لهذا الهدف، لا بد من المحافظة على القواعد الصحية، خصوصاً في النظام الغذائي. فمن الضروري مثلاً الابتعاد عن السهر المضني واحترام الحاجة للراحة والنوم، وعدم الاكثار من تناول الدهون والشحوم والحلويات والسكاكر. والأهم هو الابتعاد عن الكحول والتدخين. فقد تبين ان الهرم السريع للجسم والعقل يعود الى اخطاء في التغذية والى العادات السيئة في الحياة اليومية. فبعض الناس يبالغ في اكل اللحوم والدهون والسكر، وهي مأكولات تتعرض داخل الجسم الى تحولات كثيرة تخلف سموماً في الامعاء، ما يفرض على اعضاء الصرف في الجسم كالكبد والقولون والرئتين والكليتين والجلد التخلص منها. فاذا كانت المواد الغذائية المتناولة اغنى وأدسم من المطلوب، فان هذه الاعضاء لن تتمكن من التخلص منها، وبالتالي ستتراكم في الجسم وتقود الى كسل في الدورة الدموية يؤدي الى نقص في تموين الانسجة والخلايا بالاوكسيجين. كما تقود الى تراكم الفضلات في الخلايا والسوائل، وكذلك الى اصابة الجلد بالحساسية خصوصاً عند متعاطي الكحول والمدخنين. لذا، من المهم جداً، بمقتضى آخر الاكتشافات، تناول الاطعمة الغنية بالمواد التي تمنع التأكسد او التآكل Oxidation، والتي تحمي بصورة خاصة الجلد من العوامل الطبيعية، وأهمها الاوكسيجين، والاشعاعات فوق البنفسجية، والتعرض المباشر لأشعة الشمس، خصوصاً في فترة ذروتها، والاوزون وتلوث البيئة وغير ذلك. ونظراً لكون جلد الوجه الاكثر تعرضاً لهذه العوامل المضرة، من الضروري جداً حمايته. لكن الحماية الخارجية لا تكفي بالرغم من انها مهمة جداً. فالجلد يحتوي على طبقة داخلية شديدة الحساسية، ومن المفروض تغذيتها من الداخل بالاطعمة اللازمة لحمايتها. وأهم عوامل هذه التغذية تكمن في فيتامين E الذي يطلق عليه اسم فيتامين اطالة العمر. فلديه العديد من الامكانات لمكافحة الشيخوخة والمحافظة على سلامة الجلد ونعومته. وهو يساهم ويساعد على استعادة الشباب، وذلك بتخفيف نسبة الدهون في الدم، فيمنع بذلك انسداد الشرايين وتصلبها اللذين يعيقان تدفق الدم وتوزع المواد المغذية بشكل جيد. ويساعد فيتامين E في عملية نقل الاوكسيجين في الأوعية، فيساعد القلب على اداء وظيفته بشكل افضل. وكذلك يساعد الكبد على التخلص من السموم الناتجة عن اضافة المواد الحافظة الى الاطعمة المعلبة كالنترات وغيرها. من جهة اخرى، يساهم هذا الفيتامين في معالجة حب الشباب وجفاف الجلد كما في اليدين، ويمنع ظهور البقع البنية التي تظهر على ايدي المعمرين بسبب نقص فيتامين E لديهم. كما يساعد على شفاء الحروق دون ان يترك أثراً، ويقوي مناعة الجسم. وأهم المصادر الطبيعية لفتامين E هي: براعم القمح والزيوت النباتية المعصورة بدون حرارة والخضار الورقية كالخص بأنواعه والسبانخ والملفوف وورق الفجل والهندباء، على ان تؤكل جميعها نيئة، والبيض والحبوب الكاملة وزيت الصويا والجوز...