عاد الى العاصمة الأردنية عمان صباح امس وفد من تنظيمات عراقية معارضة بعدما عقد اجتماعات مع مسؤولين عراقيين استغرقت يومين، جاءت اثر موافقة القيادة العراقية على زيارة الوفد الذي كان تقدم بطلب للموافقة على الزيارة في وقت سابق من الأسبوع الماضي. وقال الناطق بلسان التنظيم العراقي الديموقراطي الموحد الدكتور طارق الصالح ان الوفد الذي ضم اضافة الى الأمين العام للتنظيم عمار محمد صالح والشيخ عدنان الدليمي عن "الرابطة الاسلامية" والشيخ علي محسن الضامن عن "الاتحاد الاسلامي" وعماد خيري عن "الشبيبة الشيوعية" اجرى محادثات وصفها بپ"المعمقة" في بغداد شارك فيها عضو القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم عبدالغني عبدالغفور ووزير الداخلية محمد زمام عبدالرزاق ومستشار الرئيس العراقي حامد يوسف حمادي ومسؤول مكتب العلاقات في القيادة القطرية حارث الخشالي. وأضاف الصالح ان ثلاث جولات من المحادثات استمرت 15 ساعة عقدت بين الجانبين، مشيراً الى "ان مسافة كبيرة كانت واضحة ما بين افكارهما وطروحاتهما". وأعلن ان الاتفاق تم بين الجانبين على عقد جولة اخرى من المحادثات سيما ان الوفد الحكومي طلب مهلة لدراسة اقتراحات الوفد عن علاقة بغداد بالمعارضة العراقية ضمن حوار وطني موسع. من جهته قال الأمين العام للتنظيم العراقي الديموقراطي، عمار محمد صالح ان اطلاق بغداد عدداً من السجناء ذوي الميول الاسلامية اثناء توجه الوفد الى العراق، جاء بادرة حسن نية، الا ان المطروح الآن ليس حلولاً وقتية واجراءات منفصلة انما هو "اتفاق" ناضج يتيح العمل بنظام انتخابي فاعل يفرز رئيساً للحكومة اضافة الى تحديد فترات زمنية محددة للحكومة وللرئاسة. وأضاف ان الوفد الحكومي قدم ادلة ووثائق عن تورط دولة عربية في الهجمات الاميركية - البريطانية وأوضح لهم خطوات علنية وأخرى سرية اتخذتها القيادة العراقية لتحسين علاقتها بالدول العربية. وأعرب ممثل "الشبيبة الشيوعية" عماد خيري ان عشرة أيام ستكون فترة ترقب وانتظار لرد ايجابي وجدي من قبل الحكومة. بينما اوضح ممثل "الرابطة الاسلامية" الشيخ عدنان الدليمي ان المشكلة الحقيقية التي لم تتغلب عليها جولات المحادثات في بغداد، هي "الخوف من الآخر والاعتراف به". وأضاف "ان الحكم في بغداد يخشى الموافقة على قانون حقيقي لحرية الاحزاب وقانون للانتخاب يفرز برلماناً وطنيا". وأوضح الدليمي ان هذا الامر الانتخابات البرلمانية "لا تنازل عنه ولا يمكن القبول بأسلوب الجبهة الوطنية البائس"، في اشارة الى الجبهة الوطنية والقومية التقدمية التي ضمت حزب البعث الى جانب الحزب الشيوعي العراقي وعدة تنظيمات قومية صغيرة وحزبين كرديين مواليين لبغداد، وانفرط عقدها بين حملة التصفية التي قادها حزب البعث لأعضاء وقياديي الحزب الشيوعي عام 1979. من ناحيته، كشف ممثل "الاتحاد الاسلامي" الشيخ علي الضامن عن وجود تيار داخل القيادة العراقية يشعر بأن العالم يتغير وبدأ بالتحرك لما يحصل من تغييرات في العالم الا انه قلل من قوة هذا التيار وفاعليته، مشدداً على ان اقامة حكم ديموقراطي في العراق "سيظل المنقذ مما آل اليه حال العراقيين". وطلب الوفد خلال وجوده في بغداد لقاء مع برزان التكريتي الاخ غير الشقيق للرئيس العراقي، لكن الطلب قوبل بالرفض، كما أشار الناطق الرسمي للتنظيم العراقي الموحد طارق الصالح الذي اعلن ان برزان كان وعد التنظيم بأن يسعى الى اجراء انفتاح في الحياة السياسية العراقية. وعن موقع هذه التنظيمات المعارضة بين خارطة احزاب وحركات المعارضة العراقية قال عضو المكتب السياسي لحركة الوفاق الوطني العراقي ضرغام كاظم ان هذه التنظيمات "وهمية وهي ان وجدت فعلاً فهي ليست الا فئات على صلة وثيقة بمخابرات نظام الرئيس العراقي صدام حسين". وأضاف كاظم في اتصال لپ"الحياة" مع مكتب حركة الوفاق في عمان: "انهم اذا صحت طروحاتهم لم يستفيدوا في ما يبدو من التجارب السابقة التي تخص امكان الحوار مع النظام الذي وصفه بأنه "يبطش بالعراقيين حتى يعيش". وأشار الى ان حزباً كبيراً وجماهيرياً في العراق تعرض الى تصفية كبرى بعد تحالفه مع النظام الحالي فكيف الحال بتنظيمات غير معروفة؟".