أمل البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين بأن يوجد العهد والحكومة الجديدان في لبنان أملاً جديداً لدى اللبنانيين، داعين الى مواجهة الصعاب والتحديات بالتضامن والوفاق. فقد التقى صفير في بكركي أمس الشيخ شفيق يموت الذي زاره مهنئاً بالأعياد بإسم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، وقال "اننا نعيش زمن التغيير الذي انتظره اللبنانيون ولنا ملء الأمل بالعهد الجديد بقيادة الرئيس اميل لحود وبحكومة الرئيس سليم الحص، ونتمنى أن يكون تعاونهما لمصلحة لبنان". وأمل "أن تكون الصورة المميزة التي رسمها اللبنانيون لهذا العهد خيراً وبركة"، موضحاً "أننا مع المعارضة البناءة الموضوعية البعيدة من الطائفية والمذهبية والفئوية والأهواء الخاصة والمصالح الذاتية". ورد صفير بشكر المفتي قباني على معايدته له. وقال "اننا نوافق تماماً على قولكم ان التغيير الذي حصل ولّد أملاً جديداً لدى جميع اللبنانيين. واننا معكم نسأل الله أن يتحقق هذا الأمل أعمالاً يرتاح اليها اللبنانيون ويخرجون من الضائقة الاقتصادية التي يتخبطون فيها. وهناك تحديات يجب أن نواجهها جميعاً بالتضامن والتفاهم والاتفاق التام، وهذه التحديات منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي، ولا يمكن التغلّب عليها إلا بالتوافق الوطني والتعاضد وهذا ما نأمل أن يتم لدى جميع اللبنانيين ونسأل الله ان يسدّد خطانا جميعاً لما فيه خيرنا وخير جميع اللبنانيين". وكان صفير شدد في عظة قداس السنة الجديدة على "الحق في تحقيق الذات في إطار التضامن"، مشيراً الى حق الإنسان في العمل والبيئة السليمة والسلام "الذي من شأنه أن يؤمن سائر الحقوق لأنه يساعد على بناء مجتمع تقوم فيه علاقات التعاون في سبيل الخير العام، مقام توازن القوى، والواقع برهن فشل اللجوء الى العنف وسيلة لحل المشكلات السياسية والاجتماعية"، وأضاف ان "حقوق الإنسان لا تتجزأ. فإذا انتهك أحدها، انتهكت كلها، ولا سبيل الى مواجهة المستقبل بثقة، إلا بالتربية على احترام حقوق الإنسان الأساسية، وبالدفاع عنها. وعندما تحترم هذه الحقوق تنتفي أسباب الحروب"، وأمل "بأن يتحقق في منطقتنا وبلدنا سلام عادل وشامل طويل الأمد". أما الشيخ شمس الدين فأعلن في خطبة الجمعة أول من أمس، أن "اللبنانيين يأملون هذه السنة، مع عهد وحكومة جديدين، بأن تتحسن أحوالهم وأحوال المجتمع كله، ويتغلبوا على الصعاب"، أملاً أن "يساعد الله المسؤولين على تحقيق هذه الآمال، خصوصاً أن الدولة مسؤولة في أشخاصها وأحكامها عن الجدية في التنفيذ والأمانة وحسن الأداء والتشاور لمعرفة اجدى الأمور مما فيه مصلحة لبنان، وحين تسيطر روح التعاون والتوافق لا يعود المجتمع فريسة للمماحكات والمزايدات السياسية". وأشار الى وضع الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية، داعياً الى ان "يكون على جدول اعمال الحكومة ووزارة الخارجية والسفارات اللبنانية، وموضع حملة ديبلوماسية للضغط على المجتمع الدولي لإجبار اسرائيل على اطلاقهم او كشف زيف دعواها بأنها تلتزم حقوق الانسان". واعتبر ان المسارين اللبناني والسوري في المفاوضات "مسار واحد"، لأن الاحتلال الإسرائيلي "متكامل"، مشيداً بعمليات المقاومة في الجنوب والبقاع الغربي، وداعياً الى "عدم الانخداع بانسحابات اسرائيلية جزئية"، ومطالباً "بدعم صمود الأهالي". ودعا الى استعادة التضامن العربي. وانتقد انفاق المال على مفرقعات ليلة رأس السنة وما سببته من ازعاج للناس، وقال "انما مقادير الاموال التي تصرف على هذه المفرقعات تبلغ ارقاماً خيالية. وهي عادة قبيحة غير شرعية ولا اريد ان افتي بتحريمها كيفما كان"، داعياً الى التوعية العائلية في هذا المجال. وقال المفتي الجعفري الممتاز الشيخ عبدالأمير قبلان "ان تهديدات نتانياهو لن تخيفنا ولن تثنينا عن استمرار المقاومة، وكما يهدد هو بضرب البنى التحتية للبنان فإن المقاومة ستضرب البنى التحتية من كريات شمونة الى تل أبيب". وناشد "المنضمين الى جيش لحد، الانقلاب على الأمر الواقع وتسليم أسلحتهم الى الجيش اللبناني، وبهذا العمل يمكننا أن نلحق الهزيمة بالعدو الإسرائيلي". وانتقد الممارسات التي حصلت ليلة رأس السنة. وأضاف "جميل ان يفرح الانسان ولكن بعقلانية وبهدوء وبسهرات عائلية، اما المفرقعات التي اساءت الى الجميع كأنها تحكي مستقبل هذا البلد وأخلاق شعبه، فأمر مرفوض. وكان من المفترض ان تمنع، وان توزع الاموال التي صرفت لشرائها على المحتاجين". وقال مطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة "نحن سعداء لأن العصا رفعت في بلدنا. فصحيح ان العلم والفلسفة ضروريان ولكن الضروري اكثر ان نعلم الناس كيف يسيرون على الطرق في انتظام ويحترمون القوانين والأنظمة ولا يتعدون على حريات الغير او الاملاك العامة". وأضاف ان "الدولة تحاول الآن الحفاظ على كرامات الناس بمساومات لطيفة لا تخلو من المحبة. فالقانون ضروري لوضع المواطن على السكة الصحيحة، وهو ما يؤدي بنا الى مجتمع صالح". وانتقد برامج وسهرات مخلة بالآداب تعرضها محطات التلفزة لمناسبة رأس السنة، داعياً الى المحافظة على الأخلاق العامة.