يواجه المتعاملون بالريال السعودي في مملكة البحرين امتناع عدد من المحال التجارية في البحرين عن قبول تداول الفئات الصغيرة من العملة السعودية بنفس سعر صرف الدينار خلال الفترة الماضية، حيث رفض العاملون في بعض المراكز التجارية والصيدليات وبعض محلات البيع بالتجزئة، قبول فئتي الريال والعشرة ريالات في تداولاتها بدعوى تراجع سعر صرف الريال السعودي مقابل الدينار. وشاع بين المواطنين في الأيام الماضية أخبار عن عدم قبول العملات السعودية في الكثير من المحلات التجارية بعد أن كان تداولها يتوافق مع العملة البحرينية في الأسواق والمحلات البحرينية الأمر الذي أدى إلى امتعاض مجموعات من الناس الذين بحوزتهم العملات السعودية. وقال أحد الذين لامسوا مشكلة عدم قبول العملة السعودية إنه بعد أن تناول وجبة في أحد الفنادق العالمية في البحرين وعند المحاسب قوبل بالرفض بحجة أن هناك تعليمات تمنعهم من قبول العملة السعودية. وتابعت "الرياض" من خلال جولة استكشافية في بعض المراكز الكبرى في البحرين وخلال ذلك واجهنا عند التعامل بفئة الريال والخمسة والعشرة ريالات الرفض بقبولها معللين ذلك بان تراجع صرف الريال أمام الدينار البحريني سبب خسائر الكثير من المحلات التجارية. وأشار عدد من العاملين في المراكز التجارية بالبحرين إلى أن التعامل بالريال السعودي بات يمثل خسارة للزبون تتمثل ب 1دينار لكل مائة ريال سعودي، في الوقت التي تفرض فيها المحال التجارية عروضا سيئة للزبون المتعامل بالريال السعودي وتجعله يستعيض عنها في التداول بالعملة المحلية. وعلل محمد أيوب بائع في احد المراكز التجارية بمجمع السيف بالبحرين أن البنوك المحلية ترفض قبول تحويل الريال السعودي. وعلى الصعيد ذاته نفى مصدر مسئول بمصرف البحرين المركزي ل "الرياض" توجيه البنوك البحرينية بعدم قبول شراء الريال السعودي موضحا أن عدم قبول الريال السعودي في المراكز التجارية بالبحرين أمر شخصي متعلق بها على حد قوله. وقال ان تداول العملة السعودية في البحرين تتم كبقية العملات الأخرى، موضحا أن مصرف البحرين المركزي لم يتلق أي شكاوى متعلقة بذلك. وعلى الصعيد ذاته أكد عدد من محلات الصرافة العاملة في البحرين أن سعر صرف الريال السعودي تراجع مقابل الدينار البحريني خلال الأسبوع الماضي بنسبة متفاوتة مابين 0.4و 0.5بالمائة عما كان عليه مطلع الشهر، إلى 100فلس غير أنه يبدو أن السوق التجاري بدأ يتعامل مع الريال على أنه يساوي 90فلسا أو أقل من ذلك، وهو ما يجعل المحال التجارية تتحفظ في قبول الريال. ويعتبر صيارفة بحرينيون هذا التراجع في سعر الريال في السوق مقابل الدولار الأمريكي أحد تبعات الأزمة الأمريكية العالمية المتمثلة في إفلاس عدد من شركات المال العملاقة التي أسهمت بدورها في شح كبير لكميات الدولار الأمريكي التي يوفرها البنوك وعجز المصرف المركزي السعودي عن توفير كميات ملائمة، في الوقت الذي تشهد فيه السوق السعودية وفرة كبيرة في كميات الريال أفضت إلى نزول سعر الأخيرة في السوق. وتوقع مصرفيون أن تنتهي هذه الحالة التي عادة ما تمر بها أسواق الدول ذات التداولات الكبيرة بالعملات الأجنبية، مؤكدين أن أزمة شح الدولار في السوق الإقليمية تعد أزمة دورية يشهدها السوق كل عام، إلا أن الحدة الكبيرة في شح كميات الدولار الأمريكي دفع إلى بروز الأزمة بصورة ملاحظة، لا سيما أن حدة التراجع بلغت هذا العام ضعف ما كانت تبلغه في الأعوام الماضية. وعلل سامي الحواج مسؤول بإحدى شركات الصيرفة في البحرين عدم تعامل بعض المراكز التجارية في البحرين بالريال السعودي قائلا إن استمرار تراجع العملات المحلية مقابل الدولار الأمريكي في ظل الحركة التصحيحية لارتفاع العملات الأوروبية وعلى رأسها اليورو والجنيه الإسترليني الجنوني مقابل الدولار في الأسواق العالمية منذ مطلع العام الجاري. وعلى الصعيد ذاته تحرك الطلب على الريال السعودي في تعاملات شركات الصرافة المصرية خلال الأيام الماضية، حيث تلقت الشركات طلبات كثيرة من المعتمرين، لشراء كميات كبيرة من الريال استعدادا لموسم الحج.