ولد الملك سعود في مدينة الكويت في السنة التي استرد خلالها والده الملك عبدالعزيز مدينة الرياض من آل رشيد، وانتقل مع أفراد الاسرة السعودية من الكويت الى الرياض، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة والعلوم الدينية على يد علماء نجد. ونشأ في مدرسة أبيه عبدالعزيز، ولما كبر وشب، أخذ يشارك في الأعمال السياسية والحربية، فتعلم أساليب الحكم والإدارة. وقاد الحملة الأولى على حائل عام 1339ه، وقاد القوات السعودية في حرب اليمن، وشارك في إدارة شؤون المنطقة الوسطى. كان الملك عبدالعزيز قد وضع نظاماً لتوارث العرش السعودي من بعده، فانعقد مجلسا الوكلاء والشورى وأبرما قراراً في 16 محرم عام 1352ه 11 مايو 1933م بمبايعة الأمير سعود بن عبدالعزيز أكبر أبناء الملك عبدالعزيز ولياً للعهد السعودي. تولى سعود الحكم بعد وفاة والده الملك عبدالعزيز في 2 ربيع الأول عام 1373ه 9 نوفمبر 1953م وبايعه العلماء والمواطنون ملكاً على المملكة العربية السعودية، وأصبح أخوه فيصل ولياً لعهده. سار الملك سعود على المنهج السياسي الذي سار عليه والده الملك عبدالعزيز آل سعود في حماية البلاد وصيانة استقلالها، والمحافظة على مقوماتها الإسلامية، والتعاون مع الدول العربية والاسلامية من اجل خير الأمتين العربية والاسلامية، والتمسك بميثاق جامعة الدول العربية، وتطبيق ميثاق هيئة الاممالمتحدة. واهتم الملك سعود بالأمور ذات الصلة بالمسائل العربية والاسلامية، فأعتنى كثيراً بقضايا العالمين العربي والاسلامي، من ذلك انه وقف موقفا مسانداً لمصر عندما وقع عليها الاعتداء الثلاثي عام 1956م، وقطع علاقات المملكة العربية السعودية مع كل من بريطانيا وفرنسا. وساعد في دعم القضية الفلسطينية، وقدمت الدولة السعودية في عهده المساعدات والدعم للفلسطينيين. وفي عهده، أنشئت بعض الوزارات مثل المعارف، والزراعة، والتجارة، والمواصلات. ودعا إلى عقد مجلس الوزراء، فانعقد في الثاني من شهر رجب 1373ه، 1954م. وتجدر الإشارة هنا إلى أن ولي العهد فيصل بن عبدالعزيز هو الذي كان يتولى الاشراف على انعقاد المجلس وادارة جلساته. وبناء على نصيحة العلماء والامراء تخلى الملك سعود بن عبدالعزيز لاخيه فيصل عن رئاسة مجلس الوزراء في السادس عشر من شهر ذي الحجة 1383ه 29 ابريل 1964م. اهتم الملك سعود بالشؤون الاسلامية، فتوسع في انشاء المعاهد الدينية التي خصصت لتدريس اصول الدين واحكامه، وكذلك مدارس تحفيظ القرآن الكريم. وأمر بطبع كثير من الكتب الاسلامية، ودعم هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووفر أسباب الراحة للحجاج، ووسع المسجد النبوي، وشرع في توسيع الحرم المكي، وعبّد عدداً من الطرق وقوى الجيش وزوده بالاسلحة الحديثة. وفي عهده افتتحت أول جامعة في المملكة وهي جامعة الملك سعود، وأول كلية عسكرية هي كلية الملك عبدالعزيز الحربية بالرياض. توفي الملك سعود في أثينا باليونان، ونقل جثمانه الى مكةالمكرمة وصُلي عليه في الحرم المكي، ثم نقل الجثمان الى الرياض فدفن في مقبرة العود.