يسود المستوى السياسي في الدولة العبرية قلق بالغ من احتمال وقوع مواجهة بين ولي العهد الأردني الجديد الأمير عبدالله نجل الملك حسين وشقيق الأخير في حال وفاة الملك، الذي تدهورت حاله الصحية تدهوراً حاداً اثناء توجهه الى المستشفى الأميركي في ولاية منيسوتا الأميركية مساء اول من امس. وعلى رغم اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عن ثقته ب "متانة واستقرار" العلاقات بين الأردن واسرائيل، وتطمينات اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية العلني لاستقرار النظام الأردني وعلاقاته مع تل ابيب، الا ان الضباب الذي يحيط بالأردن هذه الايام على خلفية التوتر الذي نجم عن اقالة الملك حسين شقيقه الأمير حسن عن ولاية العرش وتعيين الأمير عبدالله بدلاً منه، يثير اهتمام المستويين الاستخباراتي والسياسي في اسرائيل. وعكست وسائل الاعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية التي تصدرت تطورات الوضع في الأردن اخبارها، التخوف من احتمال وقوع مواجهة مسلحة بين ولي العهد الجديد وعمه وتبعات ذلك على الدولة العبرية والعلاقات التي وصفت بأنها ممتازة بين الدولتين. واقترح كبير المحللين العسكريين في صحيفة "هآرتس" العبرية الواسعة الانتشار على اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية "تنشيط وتحريك عملها على اعلى مستوى لجمع معلومات عن التطورات المتلاحقة في الأردن لتهيئة الجيش الاسرائيلي للتعامل معها". ورجح رون بن يشاي في مقاله ان تعمل جهات اردنية "من اصل فلسطيني، وبخاصة جهات اسلامية" على التحريض ضد الدولة العبرية والقيام بعمليات عسكرية ضدها في حال وقوع مثل هذه المواجهة التي قال انها ستشمل القبائل البدوية. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر سياسية رفيعة المستوى في تل ابيب قولها "ان اسرائيل على ثقة من ان الملك حسين يبذل كل جهد مستطاع لضمان مضي خلفه الأمير عبدالله في النهج الذي اتبعه لتحقيق السلام والامن في المنطقة وتعزيز العلاقات مع اسرائيل". وافردت الصحف العبرية مساحات واسعة من صفحاتها لسيرة الأمير عبدالله. واشارت الى سياسة الأمير "المنفتحة" على الدولة العبرية . وابرزت الصحف ان رسالة الماجستير التي اعدها ولي العهد الجديد تتناول العلاقات بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، وانه خلص فيها الى "مشروعية" العمليات الانتقامية التي نفذتها الدولة العبرية ضد المنظمة في الأردن في الفترة الواقعة بين 1968 و1970، بسبب سماح الأردن في ذلك الوقت للمقاومة الفلسطينية بتنفيذ عمليات عسكرية ضدها. وكشفت الصحف الاسرائيلية ان الأمير عبدالله تلقى محاضرات خلال دراسته في جامعة جورجتاون في واشنطن من استاذ اسرائيلي اسمه الون بنكاس. ويعمل بنكاس الآن مساعداً لزعيم حزب العمل ايهود باراك، وقد التقى الأمير عبدالله بعد ثماني سنوات من ذلك على مأدبة طعام أقامها الملك حسين لباراك في الأردن. وعزت الصحف انقطاع العلاقات بين الأمير والاسرائيليين الى "سياسة الأمير حسن المتشددة" حيال اسرائيل.