قررت عمان أمس تعيين الديبلوماسي وليد عبيدات سفيراً جديداً للمملكة في تل أبيب بعد عامين من فراغ المنصب، إثر تعيين السفير السابق علي العايد وزيراً في الحكومة الأردنية عام 2010. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال، الناطق باسم الحكومة الأردنية سميح المعايطة، ل «الحياة» إن «وزارة الخارجية ستصدر بياناً مفصلاً عن المعلومات الخاصة بقرار التعيين». وتشهد العلاقة بين الأردن وإسرائيل حالاً من «الفتور»، منذ قدوم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو إلى سدة الحكم قبل ثلاثة أعوام. وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني التقى نتانياهو مرة واحدة فقط منذ تولي الأخير رئاسة الحكومة. وكشفت مصادر رسمية أردنية ل «الحياة»، أن الملك عبدالله «لا يشعر بأي ارتياح تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي باعتباره يمينياً رافضاً للعملية السلمية». وربطت بين قرار الأردن الجديد ونية القاهرة إرسال سفير مصري إلى تل أبيب في 17 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل. وأكدت أن قرار الأردن إرسال السفير «جاء منسجماً» مع موقف الرئاسة المصرية التي أكدت غير مرة تمسكها بالاتفاقات والمعاهدات التي كانت القاهرة وقعت عليها سابقاً. لكن المعايطة نفى أن تكون بلاده غيّرت من سياساتها تجاه العلاقة مع إسرائيل، وأكد أن التعيين جاء «طبيعياً» كون موقع السفير شاغراً منذ عامين. وأضاف ان «الموقف الأردني واضح للجميع، والحفاظ على مصالح الأردن وفلسطين يقضي الحفاظ على معاهدات السلام». ورفض وصف العلاقات الأردنية - الإسرائيلية بأنها «متدهورة»، مشيراً إلى أنها تتم في حدود المعاهدات والالتزامات المبرمة بين الطرفين. لكنه أكد أن العلاقة محكومة بسياسة إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الملك عبد الله «انتقد بوضوح التعامل الإسرائيلي مع الفلسطينيين». كما حذر المعايطة من أن العلاقة مع الدولة العبرية ستكون «فاترة» بشكل يلحظه الجميع، إذا ما أصرت على عرقلة جهود السلام. يذكر أن معاهدة السلام الموقعة بين عمان وتل أبيب عام 1994 تلقى معارضة شعبية عارمة في الأردن، ويرفض المعارضون إقامة أي علاقات طبيعية مع إسرائيل، علماً أن عبيدات هو السفير الأردني الخامس في إسرائيل منذ توقيع المعاهدة.