أداة بسيطة تنقذ حياة هواة رياضة التزحلق على الجليد والناس الذين يعيشون أو يعملون قرب الجروف الجليدية. تقوم الأداة باستخلاص الهواء من الثلج نفسه الذي يدفن ضحايا الانهيارات الجليدية التي تذهب بحياة العشرات كل عام. فرص النجاة يطلق على الآلة اسم مركب يتكون من كلمتي "انهيار جليدي" و"رئة" AvaLung. ابتكر الأداة الدكتور توماس كراولي استاذ الطب في جامعة كولورادو في الولاياتالمتحدة،ويعتقد أنها تساعد على الحفاظ على حياة المدفونين تحت الثلج الى نحو ساعة يمكن أن يتم خلالها انقاذهم. ومعروف أن فرص نجاة ضحايا الانهيارات الجليدية ضعيفة في العادة. ويقدر أن ثلث الضحايا يقتلون بسبب الجروح التي تسببها لهم الصخور أو الأشجار أو الكتل الجليدية المنهالة مع الثلوج. وبالنسبة للثلثين الباقين على قيد الحياة فان فرص نجاتهم تتوقف على قدرتهم في شق طريق لهم والنفاذ من تحت الثلوج التي تطمرهم. ويستطيع معظم الضحايا البقاء على قيد الحياة وبذل الجهد فترة 15 دقيقة، لكنهم يختنقون اذا طالت الفترة حتى 35 دقيقة. ولا يتوفر في العادة لضحية الانهيار الجليدي سوى حيز صغير لتنفس الهواء. وسرعان ما يستنزف الاوكسجين في هذا الحيز الصغير ويحل محله ثاني اوكسيد الكربون الذي يزفره الشخص خلال التنفس. ويحتوي الهواء الزفير على رطوبة تتكاثف وتجعل من الثلج المحيط بوجه الضحية قناعاً جليدياً يكتم أنفاسه. الهواء المطمور ويهلك معظم الأشخاص مع أن الثلج المنهار يحتوي عادة على نسبة عالية من الهواء تراوح ما بين 40 و60 في المئة، وقد تبلغ أحياناً 90 في المئة. وتعمل الأداة التي ابتكرها توماس كراولي على الاستفادة من هذا الهواء المطمور مع الثلوج. تتكون الأداة من كيس مفرغ من الهواء مغطى بمصفي فلتر. يخاط الكيس في مقدمة جاكيت التزحلق وتربط به قناة التنفس. وللتخلص من غاز ثاني اوكسيد الكربون الذي يخرج مع الزفير يوجد صمام باتجاه واحد يحمل الغاز الى كيس في ظهرالضحية حيث يتم التخلص منه. وتذكر المجلة العلمية البريطانية "نيوساينتست" أن البروفيسور كراولي من هواة التزحلق على الجليد وقد انبثقت الفكرة في رأسه فجأة وسارع الى صنع نموذج للأداة من انبوب بلاستيكي وزوج من أربطة نايلون. ودفعه نجاح التجربة الى التفرغ لبناء الأداة التي باع حقوق انتاجها الى شركة أميركية لمعدات تسلق الجبال. وأشرف كراولي والشركة على تجارب لاستخدام الأداة شارك فيها ثلاثة متطوعين دفنوا تحت الجليد. وقد بقيت مستويات تشبع الاوكسجين أعلى من 90 في المئة بعد ساعة من المكوث تحت الثلوج. وبيّنت تجارب اخرى أن الأداة حافظت الى حد ساعة على مستويات مقبولة للاوكسجين وثاني اوكسيد الكربون ومعدلات حسنة للضغط الدموي للمتطوعين ونبض قلوبهم. وينبه خبراء الانقاذ الى أن الأداة لا تغني عن استخدام معدات الانقاذ الشخصي المعتادة كالرفش والمجسات وأدواة بث الاشارات وطلب الانقاذ، وقبل كل شيء آخرالتدرب الشخصي على عمليات الانقاذ.