اكد السودان ترحيبه بالمبادرة القطرية للوساطة بين الخرطوم واسمرا والتي نقلها وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني خلال زيارة قصيرة الى الخرطوم في ختام جولة شملت ايضاً اليمن واريتريا. ورحّب وزير الخارجية السوداني السيد مصطفى عثمان اسماعيل بالمبادرة التي لم تعرف تفاصيلها. وقال الشيخ حمد بن جاسم قبل مغادرته الخرطوم انه متفائل بنتائج المهمة وان الحكومة الاريترية ابدت تجاوباً مماثلاً. واوضح ان المبادرة ستبدأ بتهدئة الاجواء بين البلدين الجارين. وسلّم الوزير القطري الرئيس عمر البشير رسالة من امير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن المبادرة. وقال الوزير القطري انه سلّم رسالتين الى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح والرئيس الاريتري اساياس افورقي خلال جولته. واشار الى "تجاوب كبير" من القيادة السودانية لكنه لم يعط تفاصيل واكتفى بالقول في نهاية زيارته التي استغرقت ساعات ان بلاده تهدف من هذه المبادرة الى تهدئة الموقف بين السودان واريتريا، وان التجاوب الذي لمسه في الخرطوم واسمرا يجعله يتابع المبادرة حتى نهايتها. وتدهورت العلاقات بين الخرطوم واسمرا في العام 1993 بعد اتهامات متبادلة بتقديم الدعم للمعارضة السودانية والاريترية. وتردد في الخرطوم ان اسمرا ستعيد النظر في علاقاتها مع السودان بعد نشوب مواجهة اريترية - اثيوبية، وحدوث فتور في العلاقات الاميركية - الاريترية. وقال الشيخ حمد "اعتقد ان اي تصريحات تؤجج الخلاف بين البلدين ليست في مصلحة اي منهما، لكنني اعرف ان السودان يرغب على اعلى مستوى في تطوير هذه العلاقات ونحن تحدثنا مع الاخوة هناك بصراحة واذا وجدت النيّة الصادقة بين البلدين سيتم تجاوز اي عقبات واعتقد ان الارضية مهيأة لذلك". واضاف ان "هذا ما تبين لنا من خلال الجهود التي قمنا بها وخصوصاً الزيارات التي قام بها وكيل وزارة الخارجية مرات عدة بين اريتريا والسودان وظهر من خلالها ان هناك امكانية لتقريب وجهات النظر بين البلدين". واضاف: "نعتقد انه لا يوجد اي خلاف اساسي بين السودان واريتريا، واذا كان السودان أو اريتريا يدعم مناوئين للدولة الاخرى فنعتقد ان هذا خطأ ولا ينصبّ في تقريب وجهات النظر ولذلك لا بد ان نبحث في كيفية وقف مثل هذه التصرفات، ونسعى لتنقية الاجواء بين اريتريا والسودان، واستطيع ان اقول انني لم أرَ الا كل تجاوب من الاخوة في اريتريا. ونأمل بأن تأخذ المبادرة الشكل الايجابي لأنني اعتقد بأنه يوجد نقاط تقارب اكبر بكثير من نقاط الاختلاف".