عندما اشترت أميركا "أون لاين"، الشركة الاسرائيلية الصغيرة الناشئة "ميرابيليس"، في حزيران يونيو الماضي لقاء 287 مليون دولار، تساءل ناشطون في القطاع باستغراب عما يمكن ان تكسبه الشركة الاميركية من هذه الصفقة. اذ ان "ميرابيليس" كانت تنتج برامج تدعى "آي سي كيو" تستخدم في التحادث العادي وإرسال الرسائل الفورية، وكانت توزع مجاناً على مستخدمي انترنت. وتساءل محللون وقتها عما ستفعله "اميركا أون لاين" لتعويض ما دفعته لشراء "ميرابيليس" التي لم تكن تسجل أية أرباح حتى وقت شرائها. وعندما تمت عملية البيع كتب عدد كبير من مستخدمي "آي سي كيو" محتجاً الى موقع الشركة على انترنت للإعراب عن الخشية من تحويل البرنامج الى سلعة تجارية. إلا ان "اميركا أون لاين" حافظت على مسافة بينها وبين "آي سي كيو" علناً، على رغم انها تدير النشاط الخاص بهذه البرامج على نحو دقيق وعينت أحد كبار العاملين فيها فرد سينغر، كبيراً للمشغلين في وحدة "ميرابيليس" التابعة للشركة التي باتت تسمى الآن وحدة "آي سي كيو". ويظهر الآن ما يدل على وجود استراتيجية محتملة لدى "أميركا أون لاين" في شأن هذه الوحدة الجديدة، وذلك عشية طرح آخر نسخة من آي سي كيو في الأسواق في غضون أسابيع. فالبرنامج الجديد يتضمن ملامح أبواب انترنت كافة بورتال الموجودة في صلب لوحة التحكم، ويترجم المعلومات التي يعثر عليها الى أية لغة من لغات العالم. ومن التقديمات التي يوفرها البرنامج مختلف آليات البحث مثل التا فيستا واكسايت، اضافة الى الاخبار والمعلومات المالية والاحوال الجوية ومعجم. ولا تعود هذه التقديمات بأي عائد مادي، مبدئياً على الأقل، على الشركة، ما يعني ان مستخدمي "آي سي كيو" لا يحتاجون الى فتح برنامج منفصل يتصفح انترنت ليحصل على بعض المعلومات. وتقول انيا ساكارو، الناشطة في شركة "جوبيتر كوميونيكيشنز" ان هذا البرنامج "يمثل أداة اتصال تتضمن أداة بحث راقية مدمجة. وهذه الأداة تعيد تعريف البحث والتصفح". ويبدو ان "اميركا أون لاين" تسعى، من عبر استخدام "آي سي كيو" الى الذهاب الى أبعد من الأبواب بورتال لتبقي مستخدمي انترنت ضمن جدرانها، ما يعود عليها بالنفع من تقديم مشاهدين نصف أسرى لديها الى المعلنين. لكن ساكارو ترى ان "اميركا أون لاين لا تستطيع ان تقترب كثيراً من آي سي كيو لأن مستخدمي هذا البرنامج سينفرون من ذلك". ويقول سينغر ان مستخدمي "آي سي كيو" زادوا 60 في المئة منذ اتمام عملية الشراء، وصاروا الآن 21 مليوناً، ما يختلف عن قاعدة المشاركين أو المشتركين في اميركا أون لاين البالغ عددهم 13 مليوناً. ويتساءل مراقبون عما اذا كانت الاستراتيجية الجديدة تشكل الخطوة الأولى نحو ادخال الاعلان الى عالم مستخدمي "آي سي كيو". ورداً على ذلك شاب ردود سينغر بعض الغموض، اذ قال: "نظراً الى عدد المستخدمين الكبير وقوتهم وكثرة استخدامهم للبرنامج، نحاول جعله أفضل ونحاول بناء إصغاء ومشاهدة كبيرين له. ومما يثلح الصدر ان وجود مستخدمين مثل الحاليين يمكننا من مواصلة التقديم لهم واسعادهم. لكن المسائل الأخرى ستحل نفسها بنفسها".