يجري البحث حثيثاً عن محركات بحث خاصة لشبكة انترنت، إذ ينظر عدد من الشركات بما فيها "نتسكيب كوميونيكيشنز" صاحبة برنامج تصفح انترنت "نتسكيب بافيغيتر" وبعض أكبر الشركات التقليدية الناشطة في مجال وسائل الإعلام، في امكان انشاء خدمات البحث والتجوال في انترنت الخاصة بها أو شراء خدمات من هذا القبيل. وصارت هذه الخدمات الآن الباب الرئيسي الذي يقف وراءه عالم الاتصالات الالكترونية كافة برمته بعدما كانت الغاية منها تمكين مستخدمي انترنت من العثور على ما يحتاجون إليه من معلومات من ملايين الصفحات الفورية المليئة بالمواد المختلفة والمتنوعة. وتتفاوض "نتسكيب" حالياً في شأن اختيار شركة توفر خدمة البحث المركزية الخاصة بموقعها الجديد الطموح على الشبكة الدولية. ويقول المطلعون على سير المفاوضات والمشاركون فيها إن شركات الصف الثاني الناشطة في مجال البحث والتي منها "ليكوس" و"انفوسيك" و"سناب سيرفيس أوف سنت" تتفاوض على نحو ناشط مع "نتسكيب". وكانت الشركتان الأكبر الناشطتان في مجال تقديم خدمات البحث، أي شركتا "ياهو" و"اكسايت" قد تباحثتا مع "نتسكيب" أيضاً لكن يقال إنهما أقل اهتماماً بالعمل مع "نتسكيب" من الشركات المشار إليها. صفقة ويشكل سعي "نتسكيب" إلى عقد صفقة ما جزءاً واحداً فقط من حصتها الرامية إلى توسيع موقعها على انترنت المسمى "نت سنتر" لكي يصبح مصدراً كاملاً للمعلومات والبيانات والتبضع، ومنافساً لشركتي "أميركان أون لاين" و"ياهو". وتأمل الشركة في أن يصبح الاعلان مصدراً رئيسياً للعائدات والدخل فيما تتخلى عن جهاز التجوال الخاص بها. وعلى سبيل المثال اعلنت الشركة الأسبوع الماضي أنها أبرمت اتفاقاً يخولها تقديم خدمات بريد الكتروني. وتخشى الشركات الحالية الناشطة في مجال البحث من نتسكيب كشركة يمكن ان تكون منافساً قوياً لها، لأن ملايين الناس يستخدمون الآن برنامج نتسكيب الذي يتجول على انترنت ويستعرض ما تعرضه. ويقول ستيفن كيرش، رئيس مجلس ادارة "انفوسيك": "ستأخذ نتسكيب حصة من حصص الناشطين جميعاً في السوق. ونحن لا نخشى المنافسة لكن حرماننا من حصة من السوق يلحق الضرر بنا". وقد يساعد التوصل الى صفقة مع نتسكيب شركة من الشركات على سبق منافسيها. ويقول رئيس مجلس ادارة "سنت"، هالسي ماينور، ان شركته ستنظر في بيع جزء من "سناب"، وهي الخدمة التي تحاكي خدمة "ياهو"، الى نتسكيب او الى شركة اعلامية كبيرة بغية اجتذاب النشاط، ويضيف: "لدينا عدد كبير من الخيارات في مجال التشارك مع آخرين يستطيعون مساعدتنا في انشاء ماركة مسجلة". ومع هذا كله ليس من البيّن الآن ما اذا كانت نتسكيب مهتمة بالترويج لأي ماركة مسجلة غير ماركتها هي. ويقول مايك هومر، المدير العام للقسم الجديد فيها المولج بشؤون موقعها على انترنت، ان الشركة ترغب في شركة بحث تقدم لها معلومات يمكن تضمينها في خدمة بحث مع دليل لانترنت يشبه الدليل الاصفر على ان يكون هذا كله باسم ماركة نتسكيب المسجّلة. ويذكر ان نتسكيب كانت تأمل في التوصل الى عقد صفقة منذ بضعة اسابيع لكنها لم تتوصل الى اي اتفاق مع احد على حد ما يقول المشاركون في المحادثات والمفاوضات. وكانت الشركة طلبت مدفوعات سائلة كبيرة واسهم من شركة البحث التي تجني مالاً من بيع الاعلانات. ويجد عدد كبير من الشركات في شروط من هذا القبيل اجحافاً بالنظر الى ان الصفقة قد لا تستمر الا عامين او ثلاثة اعوام. تساؤل ويتساءل احد كبار العاملين في شركة بحث فيقول: "هل يعقل ان تتخلى شركة ما عن 20 في المئة منها لقاء صفقة مداها عامان فقط؟ فبعد انقضاء العامين الى اين تستطيع هذه الشركة ان تتوجه؟ ويعترف كيرش، الناشط في شركة "انفوسيك" بأن التوصل الى صفقة قد يكون صعباً، ويضيف: "نحن مهتمون بصفقة توسع مدى ما يصل اليه ذراعنا، اذا كان بوسعنا انجاز ما هو ذو نفع للطرفين. لكن خبرتي وتجاربي الماضية مع نتسكيب تقودني الى الاعتقاد بأن العاملين فيها مفاوضون شرسون مندفعون". ويقول هومر ان نتسكيب تتفاوض ايضاً من اجل الحصول على مصادر مضامين اخرى كادراج اسعار الاسهم واذاعة انباء التطورات التي تجدُّ في عالم الكومبيوتر. ويذكر ان خدمات البحث صارت مدخلاً يحب الناس استخدامه للدخول الى رحاب انترنت ما يجعل المعلنين يهتمون بهذه الخدمات التي جمّعت ايضاً عائدات لا يستهان بها بواسطة بيع ارتباطات مع مواقع اخرى مثل تلك التي تبيع الكتب او المنتجات الموسيقية. اقبال وبالاضافة الى هذا كله استفادت هذه المواقع من اقبال الناس عليها لكي تتوسع باتجاه زيادة خدماتها مثل البريد الالكتروني ومجموعات التحدث عن الاخبار ونشاطات اخرى تجتذب المشاهدين فترة اطول من الزمن و"حملهم" بذلك على مشاهدة المزيد من الاعلانات. وسبّب هذا الحماس لشركات البحث ازديادا كبيرا في اسعار اسهمها. والمعلوم ان قيمة اسهم شركة "ياهو"، التي تعتبر بالكاد رابحة، تتجاوز خمسة بلايين دولار. وتقف الشركات المنافسة في طابور فشركة مايكروسوفت تنشئ "ستارت. كوم" وهو مدخل الى انترنت يوصل الناس الى مواقع الشركة على هذه الشبكة الدولية أو فيها. ويقول المصرفيون الاستثماريون ان عددا كبيرا من شركات الاعلام التقليدية الكبيرة ينظر في شراء مواقع بحث لكي لا يتجاوزه الزمن ولا يحرم مما قد يكون النوع المقبل الجديد الكبير والهام من الممتلكات المنشودة في عالم الاعلام. ويتكهن عدد كبير من خبراء انترنت بحدوث تبدلات كبيرة في آخر المطاف. ويقول جفري ماليت، كبير المشغّلين في شركة "ياهو": "سيكون في العالم ثلاث او أربع شركات عالمية ضخمة تقدم خدمات فورية شاملة على انترنت" وليست نتسكيب في موقع يمكّنها من ان تكون من ضمن هذه الشركات "فاسمها يثير في الذاكرة برامج وأجهزة تصفّح خدمات فورية". ويقول هومر، الناشط في نتسكيب، من جهة اخرى ان برامج الشركة هي التي ستمنحها ميزة فورية على غيرها. وعلى سبيل المثال هناك ربط بارز على جهاز التجوال الخاص بالشركة باسم سيرش يوصل مستخدميها او آخر م عدد من وسائل البحث التي تعود على الشركة بايرادات لقاء عملية البحث.