التحقيق في عملية ابتزاز قاد الى مبنى هادئ في احد احياء موسكو، وعند دهمه صُعِق ضباط شرطة مكافحة المافيا لدى رؤيتهم اجهزة للاتصالات والتسجيل تضاهي ما تملكه وزارة الامن والاستخبارات. لكن المفاجأة الاكبر كانت في انتظارهم لاحقاً، اذ ان الملفات الموجودة في المبنى تضمنت معلومات عن كبار رجال الدولة، وبينها ملفان كتب عليهما "العائلة" و"تانيا". الأول يتعلق بأسرة الرئيس بوريس يلتسن والثاني بابنته تانيا التي غدت مستشارة له وتعد من اقوى صنّاع القرار في البلد. ونشرت النبأ - الفضيحة صحيفة "موسكوفسكي كوسمولتس" المعروفة بالصرعات المثيرة، لكن المراقبين يؤكدون ان ما تنشره يكون غالباً مواد مسربة من السلطات الامنية او من اجهزة التجسس التي يملكها كبار الصيارفة ورجال الاعمال. ومؤسسة "اتول" التي عثر فيها على الوثائق المتعلقة بعائلة رئيس الدولة، يملكها سكرتير الكومنولث البليونير اليهودي المعروف بوريس بيريزوفسكي الذي انفق 3.5 مليون دولار لانشاء هذه المؤسسة. معروف ان بيريزوفسكي يعدّ من المقربين الى عائلة الرئيس، ومن خلالها لعب دور "الكاردينال" الذي يحرك الدمى من وراء الستار. فلماذا يورط نفسه برصد تحركات العائلة؟ المسؤول السابق عن جهاز الأمن الرئاسي الجنرال الكسندر كورجاكوف ذكر ان بيريزوفسكي كان "يبتز" يلتسن وأفراد اسرته مهدداً بكشف معلومات عن اموال العائلة وأسرارها، في حال أُبعِد عن مركز القرار والمال. ويسيطر بيريزوفسكي على العديد من الصحف، وهو المدير الفعلي للقناة التلفزيونية الأولى التي كان اشترى 15 في المئة من اسهمها بپ320 الف دولار، في حين يصل دخلها الشهري من الاعلان الى 15 مليون دولار. واللافت ان هذه القناة تجاهلت فضيحة التجسس على عائلة الرئيس. فيما امرت النيابة بفتح تحقيق فوري لمعرفة الحقيقة والسيطرة على الملفات التي ذكر انها انتزعت من وحدة مكافحة المافيا بأمر من نائب وزير الداخلية فلاديمير - روشايلو، المعروف بصلاته الوثيقة مع بيريزوفسكي. وتعقيباً على ما نشر عنه قال البليونير: "كل ما يتعلق بي في المقال هو كذب". لكن الصحيفة تحدته مجدداً وطالبت بإحالة الموضوع على القضاء مهددة بنشر كل الوثائق. وواضح ان حرب الفضائح ستستعر اذا طالت اقامة يلتسن في المستشفى، وتفاقم الصراع على خلافته.