بكين - أ ف ب - طلبت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المدافعة عن حقوق الانسان امس الخميس، من المجتمع الدولي اعادة مناقشة توجيه ادانة للصين في الاممالمتحدة بسبب تشديد القمع ضد المنشقين. وقالت المنظمة في بيان اذاعته مع اقتراب موعد انعقاد الدورة السنوية لمفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة في جنيف بين 22 آذار مارس و30 نيسان ابريل المقبلين ان "مرحلة الصمت يجب الا تستمر. ان الصين تمارس الآن احدى اسوأ حملات القمع السياسي ضد المنشقين السياسين منذ عام 1989". واثر سحق حركة "ربيع بكين" الديموقراطية، دعمت الدول الغربية سنوياً، اصدار قرار ضد الصين في جنيف، الا ان النظام الشيوعي الصيني نجح في كل مرة في افشال ذلك. وفي مطلع العام الماضي اعلنت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي اخيراً انهما لن يدعما اي مشروع ادانة نظراً الى "التحسن" الذي تم تسجيله في مجال حقوق الانسان في الصين. وتفضل الدول الاوروبية والولاياتالمتحدة على غرار كندا واستراليا واليابان اجراء "حوار" مع بكين حول هذه المسائل. في المقابل، وقعت السلطات الصينية ميثاقين للامم المتحدة حول حقوق الانسان وسمحت في ايلول سبتمبر الماضي لمفوضة حقوق الانسان في الاممالمتحدة ماري روبنسون بالقيام بزياتها الاولى للصين والتي شملت ايضاً التيبت. ولكن بعدما أنهت روبنسون سلسلة من النشاطات والمواعيد الدبلوماسية صعّدت السلطات الصينية فجأة في كانون الاول ديسمبر الماضي قمعها ضد ناشطي "الحزب الديموقراطي الصيني" الذي صدرت عقوبات طويلة بالسجن ضد ثلاثة من قادته. وكان هذا الحزب تحدى السلطات في نهاية حزيران يونيو الماضي حين قدم طلباً للحصول على اعتراف رسمي به في يوم وصول الرئيس بيل كلينتون الى الصين في اول زيارة لرئيس اميركي منذ 1989. واعتبرت "هيومان رايتس ووتش" انه "في ضوء هذا الوضع الجديد، من الصعب الاستمرار في الادعاء بأن الحوار هو اكثر فاعلية من الانتقادات". واضافت ان "وضع حقوق الانسان يتراجع بوضوح واعادة اثارة المسألة في جنيف يمكن ان تشكل الرد المناسب". وسبق ان ارتفعت اصوات عدة خلال الاسابيع الماضية مطالبة باعادة طرح قضية حقوق الانسان في الصين في جنيف. وطلب البرلمان الاوروبي من الاتحاد الاوروبي دعم مشروع ادانة للصين كما فعل ستون برلمانيا اميركيا وجهوا رسالة بهذا المعنى الى كلينتون. وفي رده، عبر الرئيس الاميركي عن الشك في امكان ايجاد "الدعم الدولي الكافي" لادانة الصين. الا انه اكد ان الولاياتالمتحدة ستشارك في دورة جنيف "بروح انفتاح" وستعمل على ايجاد "افضل وسيلة لابراز انتهاكات حقوق الانسان في الصين". التيبت ومن جهة اخرى، دانت الحكومة الصينية امس تعيين منسق اميركي خاص للتيبت وهو شخصية مكلفة اجراء اتصالات مع الزعيم الروحي للتيبيتيين الدالاي لاما. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية سون يوكسي خلال لقاء مع الصحافيين ان "الصين تعارض بحزم تعيين منسق للشؤون التيبتية". واعاد التأكيد على ان التيبت هي "جزء لا يتجزأ" من الاراضي الصينية رافضا اي "تدخل" اجنبي في هذه المسألة. وكانت الخارجية الاميركية اعلنت اول من امس تعيين جوليا فادالا تافت منسقة خاصة للتيبت محل غريغوري كريغ الذي بات احد المحامين الرئيسيين المدافعين عن الرئيس الاميركي بيل كلينتون في محاكمة الاقالة التي تجرىي له في مجلس الشيوخ. وكانت ادارة كلينتون استحدثت هذا المنصب عام 1997 رداً على قلق عبر عنه الكونغرس ازاء الوضع في التيبت.