افادت مصادر عدة شاركت في الندوة التي نظمتها وزارة الخارجية الفرنسية بدعم من الاتحاد الأوروبي عن مسألة الدولة الفلسطينية وجوانبها القضائية ان المشاركين الفلسطينيين في الندوة شددوا على ضرورة الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية التي ستعلن في الرابع من أيار مايو المقبل، خصوصاً من جانب دول الاتحاد. وعلمت "الحياة" ان اولئك المشاركين الفلسطينيين، ومن بينهم السيد هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، شددوا على ضرورة ان تكون الدولة الفلسطينية قوية تستطيع حماية امن شعبها وضمان تنفيذ اتفاقات السلام في اجواء امن وسلام، وان تكون قابلة للحياة، أي مفتوحة المنافذ على دول الجوار والعالم الخارجي وتتلقى مساعدات تساهم في تطوير مؤسساتها وتنمية اقتصادها ومواردها البشرية والمادية، وذات سيادة تستطيع ايجاد حلول طويلة الاجل للنزاعات. وتحدثت المصادر عن اقتراح مشاركين اميركيين، بينهم هنري سيغمان المسؤول عن عملية السلام في مجلس العلاقات الدولية في نيويورك، تأجيل اعلان الدولة سنتين تحت عنوان "تنازلات" اسرائيلية في المقابل. وأوضحت ان الاجواء العامة في الندوة كانت "ايجابية" من وجهة النظر الفلسطينية وان الفرنسيين شددوا على مسألة القاعدة القانونية لاعلان الدولة. يذكر في هذا السياق ان الرئيس جاك شيراك اعلن خلال زيارة الرئيس ياسر عرفات قبل ايام للعاصمة الفرنسية ان بلاده والاتحاد الأوروبي على استعداد لدعم مؤسسات الدولة الفلسطينية مادياً. كما صرح رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية لوران فابيوس بعد استقباله عرفات بأن "الواجب يقضي الآن بالتوجه نحو انشاء الدولة الفلسطينية". وأضافت المصادر ان الأوروبيين عموماً يرون ان قيام الدولة الفلسطينية ينبغي ان يحكمه امران هما: ان يخدم السلام وأن يكون ضمن اتفاق اوسلو. ورأى ممثل الاتحاد الأوروبي في عملية السلام السفير ميغيل انخيل موراتينوس الذي شارك في الجلسة الختامية للندوة ضرورة وجود موقف موحد للاتحاد الأوروبي من قضية الدولة الفلسطينية. ويذكر ان موراتينوس تحدث قبل ايام عن ضرورة بلورة موقف اوروبي وأميركي من قضية الدولة الفلسطينية قبل اقتراب 4 أيار 1999 لتحاشي ازمة في حال عدم حصول اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين. وعلم ان مشاركاً فلسطينياً آخر في الندوة هو السيد مروان بشارة، مدير معهد القدس للعلاقات الدولية تحدث عن تطورين مهمين على الأرض حالياً اوجزهما بازدواجية التوجه الاسرائيلي: هناك اتجاه للفصل بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي في جهة، يوازيه اتجاه اسرائيلي آخر للتغلغل في الأراضي الفلسطينية عن طريق المستوطنات والطرق الالتفافية قرب المراكز السكانية الفلسطينية الكبرى والتغلغل ايضاً في الاقتصاد الفلسطيني. ونقلت المصادر عنه قوله ان الوضع الناشئ الآن اشبه بنظام التفرقة العنصرية الذي كان سائداً في جنوب افريقيا واذا تأخر الفلسطينيون في اعلان دولتهم سيجد الجميع انفسهم امام ضرورة اعلان فلسطين/ اسرائيل دولة ثنائية القومية. واتفقت المصادر على ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيعلن في 4 أيار المقبل قيام الدولة الفلسطينية على كل الأراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في حرب حزيران يونيو 1967.