بغداد - أ ف ب - يبقى العراق الغني بماضيه المجيد وكنوزه الاثرية ارض الاحلام لهواة الفن والقطع القديمة خصوصاً المهربين رغم ما ينص عليه القانون من عقوبة الاعدام للمهربين. وادى انهيار البلاد بعد حرب الخليج عام 1991 ووفرة المواقع الاثرية، اكثر من عشرة الاف موقع غالبيتها من دون حفريات، وصعوبة مراقبة بعض المواقع الحدودية الى عمليات تهريب واسعة. وتحظر الحكومة تصدير القطع الفنية والقديمة والسجاد بنوعيه العجمي والكليم اضافة الى اعمال الرسامين المتوفين الذين يعتبر انتاجهم جزءا من التراث الوطني. وقدمت بلاد ما بين النهرين كنوزاً بأثمان لا تقدر من مدن وقصور وفخار وتماثيل وألواح حجرية وطينية تمثل مختلف الحضارات، لكن لا يزال الكثير منها تحت الارض. ولا تتمتع المواقع الاثرية بحماية كافية وقد يتعرض بعضها الى عمليات حفر عشوائية. ويدوس زوار بابل المهجورة على بلاط من السيراميك يعود زمنه الى الالفية الثالثة او الرابعة قبل الميلاد. وأعدم في كانون الثاني يناير الماضي عشرة اشخاص في الموصل شمال لأنهم اقدموا على قطع راس ثور مجنح يبلغ وزنه طناً اكتشف عام 1988 في موقع دور شوروكين ويعود الى الحقبة الاشورية. وكان هؤلاء يريدون تهريبه الى الخارج. وكانت بغداد اتهمت فور انتهاء حرب الخليج جنوداً اميركيين بسرقة قطع اثرية من موقع اور 375 كلم جنوببغداد الذي يعود الى الحقبة السومرية 2500 عام قبل المسيح. وتستمر عمليات التهريب رغم المخاطر، وباتت بعض القبائل مختصة في تهريب القطع الفنية عبر الحدود العراقية - السورية. وتستخدم الشبكات الاخرى منطقة كردستان لتهريب الاثار. وروى تاجر آثار آخر الحكاية التالية "دفع احد التجار مبلغ 40 الف دولار لإبنة احد الديبلوماسيين لتمرير قطعة اثرية بالغة الجمال بيعت عشر مرات اكثر من ذلك في الاردن وانتهت في لندن. واعتقل الرجل الذي نجا من الاعدام وحكم عليه بالسجن 30 سنة". ويثير الرسم العراقي الذي يلاقي تقديراً واسعاً في العالم العربي شهية الراغبين في اقتنائه من محبي هذا الفن في المنطقة وخصوصاً القطريين. وذلك نظراً لوجود اسماء فنانين لامعين كمؤسس مجموعة الفن الحديث في بغداد جواد سليم الذي توفي العام 1961 وفايق حسن وحافظ دروبي. وتساوي لوحة صغيرة لجواد سليم نحو اربعة ملايين دينار عراقي اي اكثر من الفي دولار لكنها تباع في الخارج بأسعار مضاعفة.