اختار محمد عبدالجواد، مدافع المنتخب السعودي ولاعب النادي الأهلي السابق لكرة القدم، لنفسه مساراً مختلفاً عمن سبقه من اللاعبين بعد اعتزال اللعب... اتجه غيره الى التدريب او العمل الاداري في الاندية او احترف التحليل التلفزيوني الفضائي او ترك اجواءها كلياً... اما عبدالجواد فقد اتجه الى ميادين الوساطة والسمسرة وعقد الصفقات الرياضية بين الاندية واللاعبين والمدربين فحقق شهرة طيبة رغم انقسام الاندية حول مكتبه الخاص بين مشيد ومنتقد!! "الحياة" حاورت عبدالجواد وتحدثت معه في أمور كثيرة عن الكرة وأحوالها، وهو مقتنع بأن ابواب الاندية السعودية لن تقفل من جديد في وجوه اللاعبين الاجانب: لماذا لم يعتمد مكتبكم حتى الآن رسمياً من الاتحاد الدولي على غرار المكاتب الأخرى؟ - الإجراءات لم تنته بعد، والمكتب في طريقه للاعتماد دولياً قريباً جداً. وعموماً نحن نؤدي عملنا حالياً بشكل نظامي وبموجب ترخيص معتمد. مقر مكتبكم هو في البرازيل حالياً... هل اخترتم هذا المكان لكثرة اللاعبين والمدربين هناك أم لإجادتك البرازيلية؟ - الاثنان معاً... وبعد ان يعتمد المكتب من قبل الاتحاد الدولي سنطور نشاطنا ليشمل أماكن كثيرة من العالم فيها لاعبون ومدربون كبار. إلى أي مدى وصل نشاطكم وصفقاتكم الآن؟ - الصفقات لا تتوقف، وقد أتممنا بنجاح الكثير منها، وهناك المزيد ، وسنعلن عن كل شيء في وقته عبر وسائل الإعلام. * اذا تقرر إلغاء ضم اللاعبين الاجانب الى الاندية السعودية فهل سيتأثر نشاطكم؟ - ليس كثيراً... فنشاطنا ليس مقتصراً على الاندية السعودية، ثم ان عملنا ليس مرتبطاً باللاعبين فقط، فهناك مدربون ومدربو لياقة ومدربو حراس المرمى... كما انني لا اتوقع ان يصدر الاتحاد السعودي قراراً بإلغاء ضم اللاعبين الاجانب من قبل الاندية. ما هي آخر صفقة نجحت في إبرامها؟ - هذا سر ومفاجأة ستعلن قريباً، لأني لو أعلنتها الآن قد تفسد. عملنا يعتمد كثيراً على السرية والتكتم حتى النهاية. هل تجد وقتاً لمتابعة هذه الصفقات وإبرامها والتنقل من مكان لآخر من دون ان يتعارض ذلك مع عملك الاساسي في إحدى الشركات الخاصة؟ - اغلبية الصفقات التي يبرمها المكتب الخاص بي لا تعتمد على التنقل والسفر، انما عن طريق الهاتف، وإذا لزم الامر السفر فإنني استطيع التنسيق مع عملي في حدود المسموح... عموماً يعتمد عملنا على الخبرة وطريقة التعامل والسمعة الجيدة لدى العملاء. ما قصة عرضك للاعب الاكوادوري سوزا على الاتحاد بمبلغ أقل من المبلغ الذي دفعه الاهلي؟ - كل ما ذكر حول هذا الموضوع هدفه الاثارة والبلبلة والاساءة الى علاقتي بالاهلي، واحمد الله على ان ما يربطني بالاهلي اكبر من الشائعات والأقاويل... سوزا لاعب كبير ومعروف من خلال تمثيله للهلال ولا يحتاج مني ان اعرضه على الاتحاد او الاهلي، فاللاعب ذهب بنفسه الى الاهلي فسجله وانتهى الموضوع. ماذا عن صفقة انتقال لاعب الاهلي البرازيلي سرجيو الى احد الاندية التركية؟ وما رأيك في استغناء الاهلي عنه؟ - انتقل سرجيو عن طريق مكتبنا الى النادي التركي مقابل اكثر من مليوني دولار، وهذا ناتج عن متابعتهم للدوري السعودي ومستوى اللاعب مع الاهلي حيث كان من ابرز اللاعبين الاجانب في السعودية. أما مسألة استبعاد الاهلي له فباستطاعتكم تحويل هذا السؤال الى ادارة النادي والجهات المشرفة على الفريق، واعتقد انهم اوضحوا بما فيه الكفاية عن هذه المسببات التي كان ابرزها رغبة اللاعبين انفسهم في ابعاده لسوء تعامله معهم. لماذا لا يقوم مكتبكم بإبرام صفقات انتقال لاعبين سعوديين من ناد كبير الى آخر على غرار صفقة انتقال سالم سويد من الاتحاد الى الاهلي؟ - لاعبونا وانديتنا عموماً يجهلون المعنى الحقيقي للاحتراف للاسف، ولا يزال عامل الولاء لدى اللاعب قوياً تجاه ناديه ولا يستطيع اللعب في ناد آخر. كما ان الاندية تخاف التفريط بلاعبيها خشية من ردة فعل الجمهور وتألق اللاعب في النادي الآخر، وإذا كانت الاندية غير الكبيرة ترفض التفريط بلاعبيها فما بالك بالكبيرة؟ اتمنى ان يتطور الفكر الاحترافي قريباً لدى جميع الاطراف لنتمكن من مسايرة التطور الكروي. وهل تعتقد ان عدم بروز سالم سويد مع الاهلي حتى الآن يعود الى السبب ذاته؟ - سالم سويد يصعب الحكم عليه لأنه مصاب منذ شارك الاهلي في دورة الصداقة العام الماضي في ابها، ولم يلعب مع الفريق سوى دقائق معدودة تجعل من الصعب اطلاق هذه الصفة عليه. ثم ان السويد نفسه كان لا يريد الاستمرار في الاتحاد وجاء الى الاهلي برغبته الشخصية. لو انتقل خالد مسعد الى الاتحاد مثلاً هل سيقدم المستوى المعروف عنه؟ - خالد مسعد بالذات لا يمكنه البروز في غير الاهلي، لان هذا اللاعب يعشق ناديه الى حد الجنون ولا يتصور نفسه خارجه، وانا اعرفه مذ كنت لاعباً الى جواره في الاهلي والمنتخب. وعموماً فإن خالد مسعد وغيره من اللاعبين الكبار ممن لعبوا قبل تطبيق نظام الاحتراف وبعده يصعب انتقالهم، خلافاً للاعبين الشباب المؤهلين لخوض تجربة الاحتراف في الداخل أو في الخارج، وأتمنى في هذا الصدد نجاح تجربة فهد الغشيان مع نادي أ. زد. الكمار الهولندي لنضع اقدامنا على الطريق الصحيح للاحتراف.