بيروت - "الحياة"، القدسالمحتلة - ا.ف.ب. - عبّر مسؤول اسرائىلي رفيع عن قلقه من احتمال حصول تصعيد عسكري اسرائىلي في جنوبلبنان لدواع انتخابية، في وقت أكد قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان، في أول جولة ميدانية يقوم بها على الجنوب، ان لبنان "يرفض أي مفاوضات أو ترتيبات أمنية مع العدو". فقد نقلت صحيفة "هآرتس" الاسرائىلية عن "مسؤول مدني وعسكري كبير جداً" اسرائىلي رفض الكشف عن اسمه قوله "اذا قُتل جنود غداً في لبنان، قد يميل السياسيون الاسرائىليون الى التصعيد ليس لاسباب عسكرية بل لدواع انتخابية. أنا أفكر دائماً في هذا الاحتمال ولا أستطيع احياناً النوم ليلاً". وانتقد قرار الحكومة الاسرائىلية الأخير ضرب البنى التحتية في لبنان في حال تعرّض شمال اسرائىل لقصف بالصواريخ، معتبراً ان "من شأن هذا الاحتمال صبّ الزيت على النار من خلال التسبب بدوامة من القصف والرد يمكن ان تفلت سريعاً من أي سيطرة". وكان العماد سليمان تفقّد المراكز العسكرية على جبهة المواجهة مع اسرائيل في شرق صيدا واقليم التفاح، وأكد للضباط والعسكريين "التزام نهج الرئيس أميل لحود في بناء الجيش واداته" منوهاً بصمود العسكريين. وقال "ان التهديدات الاسرائىلية لن تثنينا عن ممارسة حقنا المشروع في الدفاع عن أرضنا". وعن الطروحات الاسرائىلية وطروحات جهات اخرى للانسحاب من الجنوب، شدد على "رفض اي مفاوضات مع العدو وأي ترتيبات أمنية يسعى اليها للتخلص من مأزق احتلاله واستغلالها في أوضاعه الداخلية". ورأى "ان هذه الطروحات تندرج في اطار الالتفاف على عملية السلام، وان السلام يجب ان يكون شاملاً وعادلاً، يشمل الانسحاب من جنوبلبنان والجولان، وحلّ كل المسائل العالقة بما فيها حق اللاجئين الفلسطينيين المشروع في العودة الى وطنهم. وأعطى توجيهاته بوجوب المحافظة على الجهوزية العملانية للرد على الاعتداءات الاسرائىلية. وزار سليمان بعد الجولة لحود وعرض معه شؤون المؤسسة العسكرية. الى ذلك، أعلن السفير الياباني في لبنان ماتسوهيرو هوريغوشي "ان بلاده فكّرت القيام بتحرّك لتطبيق القرار الدولي الرقم 425 بعدما وافقت اسرائيل عليه مقروناً ببعض الشروط". ودعا، بعد لقائه الامين العام لوزارة الخارجية السفير ظافر الحسن الى "عدم خسارة هذه الفرصة لإمكان تحقيق السلام العادل والشامل، ونحن نفكر بايجاد حلّ لهذه المنطقة، ونؤيد تطبيق القرار من دون قيد أو شرط ووضع الجنوب الراهن يجب الا يطول". وطالب "بعدم وضع أي عائق امام انسحاب القوات الاسرائىلية من الجنوب"، مناشداً الاطراف المعنيين "ان يدرسوا ترتيبات هذا الانسحاب". وأعلن مندوب الصليب الاحمر الدولي هنري فورنييه ان الحسن استدعاه امس وسلّمه مذكرة تتضمن اسماء عدد من المعتقلين في سجن الخيام لبذل المساعي اللازمة لمساعدة عدد من المرضى بينهم، حالهم الصحية دقيقة. واعتقلت اسرائيل امس رضى حسن الطويل من بلدته كفركلا واقتادته الى سجن الخيام. وبعد اجتماع استمر اربعة ايام متواصلة، درست خلاله ست عشرة شكوى، عشر منها لبنانية وست اسرائىلية، اعتبرت لجنة المراقبة لوقف اطلاق النار في جنوبلبنان المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل ان معظم هذه الشكاوى "خرق للتفاهم"، من دون ادانة اسرائىل على رغم الخلاف الذي دار بين مندوبي لبنان وسورية من جهة والمندوب الاسرائىلي من جهة ثانية لادانة اسرائيل بعد اغارة طائراتها على جنتا وجرف منازل في أرنون وابعاد 25 مواطناً من شبعا. وقالت مصادر رسمية لبنانية ل"الحياة" ان اسرائىل مارست ضغوطاً كثيرة على اللجنة وان محاولة المندوبين الاميركي والفرنسي اصدار موقف يعتبرانه متوازناً "جاءت عملياً انحيازاً للموقف الاسرائىلي اذ أخذا في الاعتبار الاعذار الاسرائىلية لجرف المنازل وتدميرها بحجة اكتشاف عبوات ناسفة وصواريخ وذخائر في عدد منها، وفي اطار تحرّك عسكري مشروع من دون الأخذ بالموقف اللبناني ان تدمير المنازل كان انتقامياً".