رد أمس وزير الدفاع الجزائري السابق الجنرال المتقاعد خالد نزار على الأمين العام للتجمع الوطني الديموقراطي السيد الطاهر بن بعيبش الذي أشار الأحد إلى "ضغوط" على أعضاء الحزب الحاكم لتبني ترشيح السيد عبدالعزيز بوتفليقة للرئاسة. وقال نزار، في رده المنشور في الصحف الجزائرية أمس، إنه يؤيد فعلاً ترشيح بوتفليقة للانتخابات المقررة في نيسان ابريل المقبل. وشن هجوماً بالغ العنف على رئيس الوزراء السابق السيد مولود حمروش الذي يُنظر إليه على أنه أحد المرشحين المحتملين للرئاسة في مواجهة بوتفليقة. وكان بن بعيبش قال في ندوة صحافية الأحد إن ضغوطاً وصلت إلى "حد التهديد"، تمارس على اعضاء المجلس الوطني للتجمع الديموقراطي لامضاء وثيقة تزكي ترشيح وزير الخارجية السابق بوتفليقة الذي تبنت ترشيحه حتى الآن جبهة التحرير الوطني وحركة النهضة الاسلامية جناح السيد الحبيب آدمي. ويُنتظر ان تصدر قيادة الجيش في الأيام المقبلة بياناً تؤكد فيه أنها تتخذ موقف الحياد من المرشحين للانتخابات وأنها لن تتدخل في مجراها. وهاجم نزار حمروش أمس بالقول إنه "مهد" للجبهة الاسلامية للانقاذ عام 1991 بعد "تراكم رصيده بفشل تلو آخر". وقال إنه "هو الذي قادنا إلى حال الحصار صيف 1991 بسبب تعنته وتعطشه للسلطة من خلال تحميله المسؤولية لغيره". وكان حمروش وقتها رئيساً للحكومة. وأضاف: "أو لم يتكلم ليلتها خلال ندوة صحافية عن صخب الأحذية والحل على طريقة الجنرال اوغيستو بينوشيه في وقت كان البلد في غليان". ورد نزار على كلام بن بعيبش عن سبب تأجيل اجتماع المجلس الوطني للحزب الحاكم بسبب ما سماه "الضغوط" التي تعرض لها وتلويحه بأنه "سيكشف عن ملابسات الضغط"، لتزكية ترشيح عبدالعزيز بوتفليقة. وقال نزار، في هذا الخصوص، إنه التقى فعلاً بن بعيبش بطلب من الأخير، وأنه أبدى له رأيه في المرشحين. وقال: "إن اختياري الشخصي ذهب بسرعة في اتجاه سي عبدالعزيز، لأنه، في رأيي، الشخصية التي تمتلك أحسن الحظوظ لاخراج البلاد من الأزمة على رغم الحكم الذي أبديته في شأنه في مرحلة ما"، وهي إشارة إلى اتهامه قبل أشهر بوتفليقة بأنه كان مجرد دمية "تحت عباءة الرئيس هواري بومدين". ورد عليه وقتها بوتفليقة في رسالة نشرتها "يومية وهران". وكشفت مصادر موثوق بها ان اجتماعات قيادات الاركان الأسبوع الماضي وصلت إلى "صيغة" تقضي اصدار توضيح باسم الجيش ينفي ان يكون ضغط على أي جهة لدعم ترشيح مرشح معين ويعلن تمسكه بالحياد المطلق. ومن أهم ردود الأفعال التي أثارتها ندوة بن بعيبش تصريح لناطق باسم جبهة التحرير الوطني، أكد فيه ان الحزب "لم يتفق على بيان تزكية مشترك مع التجمع الوطني الديموقراطي" لمصلحة دعم بوتفليقة. وكان الأمين العام للتجمع الوطني اعلن في ندوته أنه عمل مع "أحزاب التيار الوطني" خصوصاً جبهة التحرير الوطني، غير أنه، بعد قطع أشواط في هذا الاتجاه، فوجئ ب "إعلان منفرد من الشريك جبهة التحرير تزكية المرشح بوتفليقة"، مما اثار الشكوك حول مستقبل التعاون بين الحزبين. وتتوقع أوساط سياسية تفكك الحزب الحاكم، والتحاق غالبيته بمرشح السلطة، بينما يتوقع آخرون بأن تتم عملية تزكية السيد مقداد سيفي "كمرشح اقلية" في الحزب، على أن يؤيد 40 عضواً آخرون ترشيح حمروش. ولا تستبعد مصادر قريبة من الأخير ان يتراجع عن ترشحه في حال تأكد دعم الحزب الحاكم لبوتفليقة.