استقبلت شركة "شل" العالمية دعوة السعودية على لسان ولي العهد السعودي الامير عبدالله بن عبدالعزيز لشركات النفط الاميركية لتقديم مقترحات في شأن مشاريع لتطوير مصادر الطاقة من النفط والغاز في السعودية باهتمام بالغ، اذ من غير المعقول ان تجري هذه الاحداث الاقتصادية المهمة من دون مشاركة "شل" الشريك الاستراتيجي ل "ارامكو السعودية" و"الشركة السعودية للصناعات الاساسية" سابك. وتعاطت "شل" البريطانية - الهولندية مع هذه الدعوة على انها بداية لمرحلة جديدة من استثمارات الطاقة في السعودية. وقال رئيس "شل" مارك مودي ستيوارت ان شركته التقت مسؤولين في السعودية في اعقاب الدعوة واجرت محادثات ولاتزال تتباحث مع المسؤولين السعوديين. واضاف ستيوارت في تصريحات ل "الحياة": "اننا في شل ايضا تحدثنا ولانزال الى السعوديين، لأن الحكومة السعودية قالت لنا بكل وضوح ان اعلانها الاخير ليس مقصوراً على الشركات الاميركية". واضاف ستيوارت: "سيكون من المستغرب الا نتحدث اليهم السعوديين، اننا نفعل ذلك، ولكن في أي قطاع وكيف سيتم ذلك بالضبط، فهذا ما نترقبه ونتطلع اليه". وأكد ستيوارت ان "شل" مستعدة لتلبية دعوة السعودية للاستثمار في تطوير مشاريع الطاقة في قطاعي النفط والغاز في السعودية، مشيراً الى ان السعودية حالياً ليست مندفعة للبدء في هذا الشأن. ويرى ستيوارت ان السعودية ستحقق فوائد من فتحها المجال امام الشركات الاجنبية للاستثمار في مجالات الطاقة في السعودية، الا انه لا يعتقد ان الوضع الاقتصادي والصناعي في السعودية فرض عليها هذا التوجه، مثل ما يحتمه الحال في دول هي في امس الحاجة الى رؤوس الاموال والتكنولوجيا الاجنبية، مثل العراق كحالة واضحة وربما ايران نوعاً ما. اما في السعودية فالأمر ليس ملحاً وضاغطاً الى تلك الدرجة بحسب رئيس "شل" العالمية. ويشار الى ان وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي قال في تصريحات، نقلتها وكالة الانباء السعودية، "ان مجالات الاستثمار في قطاعي النفط والغاز في السعودية مثلها مثل الاستثمار في أي مجالات اخرى، ليست مقصورة على شركات ذات جنسية بعينها دون غيرها". وتملك "شل" في السعودية استثمارات صناعية تقدر قيمتها ببلايين الدولارات، من اهمها ملكيتها حصة 50 في المئة من "مصفاة ساسرف" في مدينة الجبيل الصناعية التي تنتج 300 الف برميل يومياً من مشتقات النفط عالية الجودة التي تصدر وتسوق في الخارج عن طريق مكاتب الشريكين "ارامكو" و"شل" في العالم. ومصفاة ساسرف مشروع صناعي ناجح استثمر الشريكان فيه نحو ستة بلايين ريال 1.6 بليون دولار. كما تملك "شل" 50 في المئة من مشروع "صدف" لانتاج البتروكيماويات في الجبيل مع "سابك"، وهو مشروع استثمر الشريكان فيه نحو 13 بليون ريال 3.4 بليون دولار. ويضاف الى هذه المشاريع دخول "شل" في العام الماضي شريكاً مع "ارامكو" في مشروع شركة "موتيفا"، لتكرير النفط وتوزيعه في اميركا الشمالية، والذي يضم ايضاً شركة "تكساكو" الاميركية.