نيويورك، لندن، بكين - أ ف ب، رويترز - اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في نيويورك الاثنين ان بلادها تقوم ب «ديبلوماسية مكثفة جداً» في محاولة لتجنب مواجهة على خلفية طلب عضوية دولة فلسطين في الاممالمتحدة، وفيما أعلنت الصين تأييدها طلب الفلسطينيين، تعمل روسيا على عدم إصدار اللجنة الرباعية الدولية أي قرار «ينتقص من الحقوق والمصالح الفلسطينية»، كما لم يكشف الاتحاد الاوروبي موقفه النهائي بعد. وكررت كلينتون قبل لقائها نظيرها الياباني كويشيرو غيما ان «الطريق الوحيدة المؤدية الى حل يقوم على دولتين، الامر الذي ندعمه ونريد بلوغه، هي طريق المفاوضات». وأضافت: «مهما حصل هذا الاسبوع، فإنه لن ينتج نوعاً من النتائج التي يأمل بها الجميع»، في اشارة الى طلب العضوية الذي سيقدمه الفلسطينيون الجمعة. وتابعت كلينتون: «سنظل اذاً ملتزمين جداً. لا يزال الوقت مبكراً (...) سنواصل العمل». وكانت كلينتون أجرت مشاورات مساء الاثنين مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف سعياً للتوصل الى اصدار قرار عن اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط بهدف تسوية الازمة السياسية في الاممالمتحدة في شأن طلب انضمام دولة فلسطين. وقال مسؤول اميركي كبير في ختام اللقاء ان كلينتون ولافروف «لم يتطرقا الى كلمات محددة أو تعابير محددة في النص»، موضحاً ان الاجتماع كان «استراتيجياً» اكثر مما كان تكتيكياً. وأوضح المصدر طالباً عدم كشف اسمه انهما «بحثا العناصر الضرورية من وجهة نظرهما، ليس في سياق هذا الاسبوع في نيويورك فحسب، بل لتسوية نزاع مستمر منذ عقود». إلا ان عضو الوفد الفلسطيني الى الاممالمتحدة نبيل شعث كشف ان «روسيا تقوم بتعطيل صدور بيان من اللجنة الرباعية لأنه ينتقص من الحقوق والمصالح الفلسطينية». وأوضح ان «الجانب الروسي ابلغنا انه لن يسمح بصدور اي بيان يعرّض المصالح الفلسطينية للخطر». ويسعى اعضاء اللجنة الرباعية (الولاياتالمتحدةوروسياوالاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي) منذ اسابيع للتوفيق بين مواقف الاسرائيليين والفلسطينيين من اجل اصدار اعلان واضح يحمل ضمانات من شأنها ان تشكل ارضية لاستئناف المفاوضات المتعثرة منذ نهاية ايلول/سبتمبر 2010. وقال بن رودس نائب مستشار الرئيس باراك اوباما لشؤون الامن القومي: «لقد أوضحنا موقفنا وهو اننا نعارض تحقيق دولة فلسطينية من خلال الاممالمتحدة». وأضاف ان اوباما لا ينوي الاجتماع مع عباس اثناء وجود الاثنين في نيويورك، لكن هناك ايضاً احتمال حدوث تغيير في المواعيد. وتعارض الولاياتالمتحدة واسرائيل هذا المسعى لاعتباره «أحادياً» فيما اعلنت روسيا انها ستدعم المبادرة الفلسطينية اياً كان شكلها، داعية الى استئناف المفاوضات لاحقاً بين الطرفين. غير ان المصدر الاميركي شدد على ان واشنطن وموسكو «تتقاسمان الهدف الاساسي نفسه وهو ان تلعب اللجنة الرباعية دوراً ايجابياً في الجهود العامة». في غضون ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الصينية تأييدها طموحات الفلسطينيين في سعيهم للحصول على عضوية كاملة في الاممالمتحدة، لكنها لم تصل الى حد الافصاح عن الكيفية التي ستصوت بها في هذا الشأن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية هونغ لي ان الصين «تعتقد ان اقامة دولة حق مشروع للشعب الفلسطيني لا يمكن انكاره، وهو الاساس والشرط المسبق للتعايش السلمي بين فلسطين وإسرائيل». وأضاف: «نعبر عن تفهمنا واحترامنا وتأييدنا لما يتعلق بقيام الفلسطينيين على نحو مستقل بإقامة دولة وتقديم طلب الى الاممالمتحدة». وتابع: «وفي الوقت ذاته نعتقد انه يجب على المجتمع الدولي ان يكثف الجهود لضمان العودة المبكرة للمحادثات بين الفلسطينيين وإسرائيل». الى ذلك، اعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان ان «الاتحاد الاوروبي لم يكشف موقفه من من طريقة التصويت على قرار قد يرفع امام الجمعية العامة للامم المتحدة لممارسة اكبر قدر من الضغط لاستئناف المفاوضات». وأضاف هيغ: «انه السبيل الوحيد مستقبلاً». وتابع: «انه لا ينصح» الفلسطينيين برفع رسالة ليدرسها مجلس الامن، «لأن ذلك لن يؤدي إلا الى مواجهة وستصطدم بفيتو اميركي».