ما تزال عملية الانسحاب التي نفذها "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل من موقعي أنان والمشنقة تتفاعل اذ تعيش عناصر "الجنوبي" من ابناء هذه المناطق حال ارباك وتفكك من خلال الحصار الذي فرض على قراهم واقفال المسارب المؤدية اليها من قبل امن "الجنوبي" سبب انكفائهم عن مواقعهم اضافة الى احتجاز البعض منهم بتهمة التحريض على التمرد وعدم الالتحاق بالمواقع المتقدمة. وفي هذا الاطار، افادت معلومات من جزين ان اهالي 17 عنصراً من "الجنوبي" من بلدة أنان كانوا رفضوا الالتحاق بموقع روم لجأوا الى مخفر صفاريه طالبين الحماية لأبنائهم. وأشارت المعلومات الى ان الاهالي ابلغوا رئيس المخفر المؤهل جريس القزي ان ابناءهم مستعدون لتسليم انفسهم الى الدولة اللبنانية اذا وعدت بالنظر في امرهم، وطلبوا منه ابلاغ هذا الامر الى المسؤولين. وأضافت المعلومات ان "مرجعيات روحية اوفدت مندوبين الى سكان عدد من قرى جزين طالبة منهم اقناع ابنائهم بترك ميليشيا "الجنوبي" والعودة الى الشرعية اللبنانية". وكانت ميليشيا "الجنوبي" انجزت اول من امس تركيب البوابة الحديدية عند مدخل بلدة روم الجهة الشرقية لبلدة أنان ولم يتم استحداث اي حاجز عسكري بالقرب منها. الى ذلك، وفي شأن اقتراح القانون الرامي الى العفو عن عناصر "الجنوبي" وعدم ملاحقتهم جزائياً بعد تسليم انفسهم الى الاجهزة الامنية اللبنانية والذي كان قدمه الى المجلس النيابي رئيس المجلس السياسي في "حزب الله" النائب محمد رعد، قال الاخير انه "وبنتيجة الاتصالات التي اجريناها اخيراً مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري احيل هذا الاقتراح على اللجان المختصة قبل نحو اسبوعين ويفترض ان تدرسه لجنة الدفاع النيابية ثم لجنة الادارة والعدل"، مشيراً الى انه "مع مطلع العام نتابع تحريك هذا الموضوع في اللجنتين". ورأى ان "الجو بات مناسباً لإطلاق هذا المشروع والفكرة صارت مؤاتية ومقبولة ولم تعد تشكل مفاجأة للجو السياسي في البلد" متمنياً ان "تصوّت الاكثرية النيابية الى جانب هذا الاقتراح". من جهة ثانية، وفيما عاود المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر مساء امس مناقشاته في شأن الوضع في جنوبلبنان وجدوى بقاء الجيش الاسرائيلي فيه، نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر مقربة من وزير الدفاع إسحق موردخاي قولها ان "من شبه المؤكد ان اي تغيير لن يطرأ على انتشار القوات الاسرائيلية في المنطقة الحدودية المحتلة قبل الانتخابات المبكرة للكنيست". من جهته، قال وحدة الارتباط في الجيش الاسرائيلي في جنوبلبنان ايرز غيرشتاين خلال حفل اقامه قادة من "الجنوبي" ان "الجيش الاسرائيلي لن يخرج من جنوبلبنان حتى يحل الهدوء والامن والسلام في المنطقة". وفي الاعتداءات، قصفت قوات الاحتلال الاسرائيلي صباح وبعد ظهر امس اطراف قرى عدة في القطاعين العربي والاوسط واقليم التفاح من دون ان يبلغ عن تحقيق اصابات واقتصرت الاضرار على الماديات. وكانت "المقاومة الاسلامية" - الجناح العسكري ل"حزب الله" هاجمت فجر امس تحركات معادية في موقعي برعشيت وكسارة العروس بالاسلحة الرشاشة والصاروخية وتحدثت عن تحقيق اصابات مؤكدة. الى ذلك، تميزت عمليات المقاومة عام 1998 بالنوعية والكثافة اذ نفذت اكثر من 1350 عملية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلي و"الجيش الجنوبي"، في الجنوب والبقاع الغربي. وحصدت 24 قتيلاً اسرائيلياً وجرح 101 آخرين فيما قتل 34 عنصراً من "الجنوبي" وجرح 51 آخرين. وسقط للمقاومة 42 بينهم 38 مقاوماً من "حزب الله"، وواحد لكل من الحزب الشيوعي والحزب القومي واثنان لحركة "أمل". وأوقعت الاعتداءات الاسرائيلية جواً وبراً وبحراً، 24 مواطناً مدنياً وجرح 72 آخرين كان آخرهم استشهاد أم وأطفالها الستة في غارة اسرائيلية على جنتا البقاعية. وعقدت لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان أبريل 69 اجتماعاً منذ انشائها في العام 1996. وأحصت مصادر امنية قيام الطيران الحربي الاسرائيلي ب116 غارة جوية على مختلف المناطق اللبنانية فيما قاومت الاجهزة الامنية الاسرائيلية بإبعاد 37 مدنياً الى خارج الشريط المحتل وباعتقال 336 آخرين افرج عن الكثير منهم وعلى دفعات، اضافة الى تدمير الاحتلال لأحد عشر منزلاً.