عاد اعضاء الكونغرس الاميركي من عطلتهم الصيفية امس متلهفين للتقرير الذي سيرفع اليهم حول فضيحة "مونيكا غيت" التي تطاول الرئيس بيل كلينتون، خصوصاً ان الانباء في واشنطن تفيد ان المحقق المستقل كينيث ستار سيضمن تقريره "رسوماً بيانية" لتفاصيل العلاقة الجنسية بين الرئيس والمتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. واحتدم النقاش بين مختلف الفرقاء حول من يطلع على التقرير، وهل يقتصر ذلك على لجنة صغيرة من الحزبين الديموقراطي والجمهوري، فيما بدا زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب نيوت غينغريتش راغباً في اطلاع اكبر عدد ممكن من الناس على تفاصيل ما توصل اليه ستار، اذ ابدى تأييده لفكرة نشر التقرير على شبكة المعلوماتية "انترنت". وانضم محامي الرئيس ديفيد كيندال الى الراغبين في الاطلاع على التقرير وطلب بدوره نسخة منه ومهلة اسبوع حتى يتمكن وفريق الدفاع الذي يقوده من اعداد ردّ قانوني يقدم في الوقت نفسه الى المشرعين. اما البيت الأبيض فشهد نوعاً آخر من النقاش ادى الى انقسام بين فريقين: اولهما، يدعو الرئيس الى التعاطي مع الموضوع عاطفياً وابداء الأسف بكل صدق، فيما يدعو فريق ثان الى اتباع اساليب هجومية للنيل من خصوم الرئيس والرد عليهم باتهامات مماثلة تطال حياتهم الشخصية وصدقيتهم. ويقود الفريق الثاني سيدني بلومنتال الذي حرض هيلاري كلينتون على الحديث عن "مؤامرة يمينية" ضد زوجها عندما بدأت فضيحة "مونيكا غيت" تطفو على السطح قبل بضعة اشهر. وزاد من متاعب كلينتون الغياب الملحوظ لنائبه آل غور عن الساحة، حتى اصبح المعلقون يعتقدون انه "يبذل ما في وسعه لئلا يشاهَد قرب الرئيس وفي البيت الأبيض". وفضل آل غور حضور مناسبة اجتماعية في سياتل نظمها الجناح اليميني في الحزب الديموقراطي، وهو الجناح الذي يتوجب عليه كسب وده للوصول الى سدة الرئاسة، خصوصاً وانه بدوره موضع تحقيق في شأن اساليب غير مشروعة في تمويل الحملة الرئاسية لعام 1996. ومع تسارع الاحداث، بدأ البيت الأبيض تحركاته الدفاعية استباقاً لتقرير ستار بدعوته الى تمكين محامي الرئيس من الاطلاع على التقرير قبل اسبوع من ارساله الى الكونغرس، لاعطائه فرصة للدفاع عن نفسه. والمعروف ان القانون لا يفرض على المحقق الخاص اطلاع البيت الأبيض مقدماً على النص، لكن اصحاب الرأي المعاكس يقولون انهم سيعتبرون الرفض بمثابة محاولة من جانب الجمهوريين لتدمير منصب الرئاسة. وتقول مصادر مطلعة ان الرئيس كلينتون قد يعمد خلال الأيام القليلة المقبلة، الى الكشف عن مزيد من التفاصيل حول علاقاته الجنسية مع مونيكا لوينسكي استباقاً لصدور التقرير، وانه قد يجيب على اسئلة الصحافيين في هذا المجال في اول فرصة مناسبة. وتضيف هذه المصادر ان الهدف من التحرك الرئاسي الجديد ليس مواجهة الجمهوريين وحسب، بل العمل على استعادة كلينتون لدوره الرئاسي داخل الحزب الديموقراطي بعدما ظهرت انشقاقات وتململ من جانب اعضاء الحزب، خصوصاً المرشحين منهم للانتخابات التشريعية المقبلة في تشرين الثاني نوفمبر المقبل.