نقل رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز موقف بلاده من حال الدفاع عن تحالفها العسكري مع الدولة العبرية الى هجوم على دمشق متهماً اياها بمعاداة تركيا. وقال يلماز الذي زار اسرائيل امس: "اقولها مرة اخرى ان التعاون التركي - الاسرائيلي لا يستهدف اي طرف ثالث في منطقة الشرق الاوسط بل يصب في خانة بناء الاستقرار الاقليمي فيها". وفي رده على سؤال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو حول الموقف السوري المعارض للتقارب بين انقرة وتل ابيب قال يلماز: "بصراحة لا اكترث بما يقوله السوريون عن زيارتي لاسرائيل والجميع يعرف ميول سورية العدائية تجاه تركيا". وتفاخر يلماز بأن بلاده كانت من اولى البلدان التي اعترفت بالدولة العبرية عند قيامها في العام 1948، مضيفاً ان علاقة تركيا مع اسرائيل تطورت منذ مؤتمر مدريد في العام 1991. وكانت سورية وصفت زيارة يلماز الى اسرائيل بأنها "خطوة معادية" وشككت بأهداف التحالف الاستراتيجي بين تركيا واسرائيل. وحاول يلماز التركيز في تصريحاته على مجالات التعاون الاقتصادي بين بلاده واسرائيل، والابتعاد قدر الامكان عن التطرق الى التحالف العسكري بينهما الذي وقع في العام 1996. فيما اعترض نتانياهو على وصف "العلاقات الوطيدة" بين تركيا واسرائيل بأنها "محور" او "تحالف"، وقال: "نتحدث عن تعاون طبيعي بين بلدين يريدان المساهمة في استقرار المنطقة". وكان نتانياهو دعا في حديث الى صحيفة تركية، اول من امس، الى انشاء "محور امني ثلاثي مشترك يضم اسرائيل وتركيا والاردن". وضم الوفد التركي 150 رجل اعمال وثلاثة وزراء. ووقع يلماز ونتانياهو ثلاثة اتفاقات تعاون اقتصادي بقيمة بليون دولار اميركي، فيما اعلن الجانبان عن امكان امداد تركيا اسرائيل بالماء عبر انابيب عملاقة تنقل عن طريق البحر. وفي رده على سؤال عن رد تركيا على نصب الصواريخ الروسية في قبرص، قال يلماز ان هذه الصواريخ "لا تهدد امن انقرة فحسب بل اوروبا والولايات المتحدة". وكانت الاذاعة الاسرائيلية ذكرت ان يلماز طلب من نتانياهو دعم انقرة في حال نشوب حرب بينها وبين اليونان من جراء نصب هذه الصواريخ. واشار المصدر ذاته الى ان انقرة ستطالب اسرائيل بالتدخل بصفتها عضواً في حلف الاطلسي. ووجد وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي صعوبة في نفي الانباء حول تدخل اسرائيلي محتمل في الصراع الدائر بين تركيا واليونان. وقال موردخاي رداً على سؤال ان الوضع بين اليونان وتركيا "لم يكن على اجندة المحادثات".