حضّ سياسيون وأكاديميون عرب على بلورة سياسة مشتركة في مواجهة الاتحاد الأوروبي. وأكد أمس المتحدثون في الندوة التي تنظمها جامعة الدول العربية في تونس عن "الشراكة الأوروبية المتوسطية بعد برشلونة" أنه لم يعد منطقياً استمرار الوضع الحالي القائم على سياسة أوروبية واحدة في مقابل سياسات عربية مجزأة بل ومتنافسة. ورأى سفير فلسطين في روما نمر حماد في ورقة مقدمة للندوة ان "الشراكة مع أوروبا ينبغي ان تكون مشروع كل بلدان الجامعة العربية حتى لا يقسم العرب الى متوسطين وخليجيين". وشكا خبراء اقتصاديون تحدثوا في الندوة من غياب الحوار العربي حول العملة الأوروبية الموحدة "اليورو". وحض الخبير التونسي الدكتور عبدالسلام دمق على وضع عملة عربية موحدة. وعرضت أوراق أخرى المتغيرات الاقليمية الرئيسية منذ مؤتمر برشلونة 1995 وفي مقدمها التحالف العسكري التركي - الاسرائيلي ومشروع الشراكة المغاربية - الاميركية الذي عرضه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون الاقتصادية ستيوارت أيزنستات على كل من الجزائر والمغرب وتونس خلال زيارة قام بها أخيراً الى المنطقة. وقال خبراء ان المشروع الأخير أتى في سياق توسيع الولاياتالمتحدة استثماراتها في شمال افريقيا. ورأى السفير السابق والخبير الاستراتيجي أحمد ونيس ان السياسة الاميركية تجاه ليبيا بدأت تدخل انعطافاً جديداً بعد التطورات الأخيرة في أزمة لوكربي. ولم يستبعد قبول الاميركيين ادماج ليبيا في مسار الشراكة المنوي اقامتها في الأمد المتوسط. وشدد وزير المال الجزائري السابق مراد المدلسي على ان المشروع لا يرتدي طابعاً اقتصادياً فقط وانما يحمل أبعاداً سياسية مهمة تعكس سياسة الولاياتالمتحدة في الوصول الى مصادر الطاقة التي تتوافر عليها المنطقة المغاربية خصوصاً الجزائر. وأيده استاذ القانون الدولي المغربي الدكتور محمد الجاري والجامعي الموريتاني سيد ولد أباه.