أُغلق باب الترشيح لانتخابات مجلس خبراء القيادة امس، وتقدم زهاء 300 ممن يعتبرون انفسهم مجتهدين في الدين والفقه وعلى دراية كافية بشؤون السياسة ولهم سوابق "حسنة"، بطلبات خوض المنافسة في اهم استحقاق انتخابي في ايران في هذه المرحلة بعد عام على الانتخابات الرئاسية التي غيّرت نتائجها في معادلة موازين القوى السياسية في البلاد. ولم يُعلن رسمياً عن اسماء المرشحين، ولن يُعلن عنهم الا في السابع من الشهر المقبل بعد ان يكون "مجلس أمناء الدستور" درس ملفاتهم واتخذ قراراته الحاسمة والنهائية بقبول او رفض منح أهلية الترشح لمجلس الخبراء. لكن "الحياة" علمت ان اقطاب جناحي النظام الرئيسيين، التيار الاصلاحي الملتف حول رمز الرئيس سيد محمد خاتمي، واليمين المحافظ قدموا طلبات الترشح. وأكدت مصادر موثوق بها ل "الحياة" ان خاتمي لم يقدم ترشيحه، وهي مفاجأة، اذ ان الرأي العام كان يتوقع ان يترشح ليكون في اعلى مؤسسة تجمع "النخبة" الدينية في النظام. ويبدو ان خاتمي آثر عدم الانشغال بأي استحقاق سياسي "شخصي" في هذه المرحلة. وقد يكون غير راغب في ان يحشر اسمه في عملية انتخابية فيتاجر به البعض او يصبح مادة للانتقاد والسجال، بما انه سيدخل معركة انتخابية، بقطع النظر عما اذا كان سيقوم بحملة انتخابية ام لا. وليس مستبعداً ان يكون خاتمي فضّل عدم إحراج اي شخصية دينية وسياسية عالية بالمنافسة، خصوصاً ان عدداً من اركان الحكم والثورة تقدموا بطلبات الترشيح، وفي مقدمهم الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني، في العاصمة طهران، كبرى واهم الدوائر الانتخابية في ايران، ولديها اكبر عدد من المقاعد في مجلس الخبراء 16 عضواً. كذلك لم يذكر ان رئيس البرلمان علي اكبر ناطق نوري ترشح لهذه الانتخابات. ولا شك انه يعتبر نفسه فقيهاً ومجتهداً، ولن يجد اي مشكلة امام مجلس أمناء الدستور في قبول اهليته لخبراء القيادة، لكنه قد لا يكون مستعداً لتكرار تجربته القاسية في انتخابات الرئاسة العام الماضي. ومن الاسماء البارزة التي عُلم انها قدمت ترشيحها، رئيس السلطة القضائية آية الله محمد يزدي، ورئيس الديوان الاعلى للقضاء محمدي غيلاني، والامين العام ل "مجلس امناء الدستور" آية الله احمد جنتي ورئيس رابطة الثقافة والعلاقات الاسلامية حجة الاسلام محمد علي تسخيري، وهي رموز او وجوه في التيار المحافظ الذي يحظى بنفوذ قوي في المؤسسات الدينية وهياكل النظام. ومن الشخصيات الدينية - السياسية المحسوبة على التيار الاصلاحي علم ان رئيس البرلمان السابق وزعيم اليسار الاسلامي الراديكالي حجة الاسلام مهدي كروبي ترشح لانتخابات الخبراء، وايضاً وزير الداخلية السابق المستشار الحالي لرئيس الجمهورية حجة الاسلام علي اكبر محتشمي، والرمز الراديكالي الاصلاحي البارز حجة الاسلام موسوي خوئيني صاحب جريدة "سلام" اليومية، وآية الله محمد رضا توسلي، وآية الله جلال الدين طاهري عن اصفهان كذلك رشح شقيق المرشد حجة الاسلام هادي خامنئي. ومعلوم ان دعوات أُطلقت في الآونة الاخيرة تشدد على أحقية النساء في الترشح والعضوية في مجلس خبراء القيادة، وتأكد ان السيدة زهرة صفاتي، والسيدة أعظم طالقاني التي تعرف بمواقفها المثيرة للجدل. وكانت ترشحت للانتخابات الرئاسية العام الماضي لكن مجلس امناء الدستور لم يمنحها اهلية المشاركة. وتُعرف طالقاني بأنها ترى ان المرأة مؤهلة لان تكون "ولياً للفقيه"، أي مرشدة أعلى للنظام والجمهورية الاسلامية. كذلك عُلم ان وزير الاستخبارات السابق والمرشح السابق للرئاسة حجة الاسلام محمد محمدي ري شهري ترشح لانتخابات مجلس الخبراء، ولا يبدو متخوفاً من تكرار تجربته المريرة في الانتخابات الرئاسية الاخيرة اذ حصد أدنى عدد من الاصوات بين منافسيه الثلاثة، ولم يتجاوز عدد الاصوات التي حصل عليها في كل ايران ال 800 ألف صوت