شرع المستوطنون اليهود بتسيير دوريات ميليشيا مسلحة في شوارع البلدة القديمة في مدينة الخليل مثيرين الرعب بين المواطنين الفلسطينيين في المدينة. وأكد شهود عيان فلسطينيون ل "الحياة" ان مجموعات من المستوطنين اليهود المسلحين برشاشات "عوزي" سيروا دوريات راجلة ومحمولة في شوارع البلدة القديمة في الخليل مساء اول من امس الثلثاء وأوقفوا المارة من الفلسطينيين ودققوا في هوياتهم وصلبوهم على الجدران واعتدوا عليهم بالضرب تحت سمع وبصر من قوات الجيش الاسرائيلي الموجودة بشكل كثيف والتزمت الصمت ولم تتدخل لوقف الاعتداءات. واعترف مصدر امني اسرائيلي رفض الكشف عن اسمه بتشكيل المستوطنين ميليشيات مسلحة في الخليل. فيما قدم الجانب الفلسطيني احتجاجاً رسمياً عبر مكتب الارتباط العسكري الفلسطيني المشترك في الخليل مطالباً بوقف دوريات المستوطنين. وازداد توتر شديد في بلدة الخليل القديمة التي استوطن فيها 400 اسرائيلي من اكثر اليهود تطرفاً بين 20 الف فلسطيني، بعد ازدياد عدد الاعتداءات على الفلسطينيين، وذلك في اعقاب مقتل الحاخام شلومو رعنان وهو أحد ابرز زعماء المستوطنين اليهود الداعين الى ترحيل العرب قبل اسبوعين. ويسود شعور لدى المواطنين الفلسطينيين في البلدة بپ"قرب ارتكاب مجزرة اخرى" على غرار مجزرة الحرم الابراهيمي الشريف قبل اربع سنوات. وقال احد المواطنين: "نعلم انهم المستوطنون سيقومون بمجزرة اخرى وميليشياتهم تتحين الفرص لارتكابها". وقتل 25 فلسطينياً وجرح العشرات وهم ركع يؤدون صلاة الفجر داخل الحرم الابراهيمي على يد المستوطن اليهودي باروخ غولدشتاين من مستعمرة كريات اربع القريبة من الخليل. واستذكر المواطن أقوال المستوطن اليهودي المتطرف باروخ مارزيل التي أدلى بها قبل اسبوعين للرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمن وأكد له فيها انه "سيخرج باروخ غولدشتاين جديد". ويتعرض المواطنون الفلسطينيون داخل البلدة القديمة في الخليل لاعتداءات يومية شملت احراق بيوتهم والاعتداء عليهم بالضرب ومنع طلاب 25 مدرسة تقع داخلها من الوصول الى مدارسهم من خلال اعمال التنكيل والتوقيف المستمرة منذ اشهر. وفي حي تل الرميدة حيث قتل المستوطن رعنان قبل اسبوعين، طلبت سلطات الاحتلال الاسرائيلي من السكان الحضور الى مركز الشرطة واحضار بطاقاتهم الشخصية، بمن فيهم الاطفال، لاستخراج تصاريح لهم تمكنهم من الدخول الى بيوتهم الملاصقة للبؤرة الاستيطانية في الحي والتي قررت الحكومة الاسرائيلية رداً على مقتل رعنان بناء بيوت ثابتة فيها بدل تلك المتحركة التي يعيش فيها عدد من المستوطنين. ووفقاً لاتفاق الخليل الذي تم التوصل اليه بين السلطة الفلسطينية وحكومة بنيامين نتانياهو برعاية اميركية، وقسمت البلدة القديمة في الخليل الى جزئين احدهما يخضع للسلطة الفلسطينية والثاني الذي يوجد فيه المستوطنون والحرم الابراهيمي يخضع للسيطرة الأمنية الاسرائيلية. وتشهد خطوط التماس بين القسمين مواجهات واشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الاسرائيلي باستمرار.