الخليل الضفة الغربية - رويترز، أ ف ب - تهجم مستوطن متطرف على الرئيس الاسرائيلي عيزر وايزمان امس في الضفة الغربية ووصفه بأنه "جاسوس"، وذلك في تصرف يعيد الى الاذهان أجواء الاثارة والتحريض التي سبقت اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين. وقال المستوطن باروخ مارزل ، وهو عضو سابق في حركة "كاخ" المحظورة، لوايزمان الذي كان في طريقه لتقديم العزاء بمقتل الحاخام شلومو رعنان في الخليل: "انت جاسوس نقل اسرار الدولة الى العدو، الى مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية" و"انت شخص خطر مكانك في السجن او في المستشفى". وكان المستوطن يشير الى الدور الرئيسي الذي لعبه وايزمان في مفاوضات السلام مع مصر في نهاية السبعينات وكان يومها وزيرا للدفاع. وفي عام 1989 اجتمع وايزمان مع مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية مخالفا بذلك القانون الذي كان يمنع في حينه اي اتصال مع المنظمة الفلسطينية، وادى ذلك الى خسارته منصبه كوزير للعلوم. واطلق مارزل ايضا التهديدات، مؤكدا انه سيكون هناك اخرون مثل "باروخ غولدشتاين اذا لم يهتم الجيش بامر الارهابيين كما يجب"، في اشارة الى المستوطن الذي ارتكب مجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل عام 1994 والتي قتل خلالها 29 فلسطينيا كانوا يؤدون صلاة الفجر قبل ان يقتله الجمهور. ورد وايزمان على هذه الاتهامات بهدوء وقال انها "كذب وتلفيق"، ودعا الى مواصلة عملية السلام، وقال ان على الرئىس "ياسر عرفات ان يدين عملية القتل هذه وعلينا مواصلة المفاوضات". وكان وايزمان اتهم مرات عدة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بتجميد المحادثات الخاصة بانسحاب عسكري اسرائيلي من الضفة الغربية تاخر اشهرا طويلة عن موعده المقرر. واعتبر ايتان هابر، احد كبار مستشاري رابين حتى اغتياله عام 1995 على يد يهودي متطرف، ان هذه الاتهامات تذكره بتلك التي سبقت اغتيال رابين. واصدر مجلس الوزراء الاسرائيلي الذي كان منعقدا وقت الحادث بيانا دان فيه الاتهامات، لكن لم يتضح هل سيتخذ اي اجراء ضد مارزل. في غضون ذلك، ألقى مستوطنون غاضبون بسبب مقتل المستوطن رعنان، البيض والبطاطا والتفاح على الفلسطينيين، فيما منع الجيش الاسرائىلي نحو 25 مستوطناً من الدخول الى المنطقة الواقعة تحت السيطرة الفلسطينية في الخليل. كذلك أطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المغلف بالمطاط باتجاه نحو 30 متظاهراً فلسطينياً كانوا يلقون بالحجارة على الجنود من المنطقة الخاضعة للسيطرة الفلسطينية، وذلك قبل تدخل الشرطة الفلسطينية لتفريقهم بسلام.