واشنطن - رويترز، أ ف ب - اكد البيت الابيض ان محادثات ستجرى بين محامي الرئيس بيل كلينتون ومحامي بولا جونز التي تتهم الرئيس بالتحرش بها جنسياً، من اجل تسوية القضية خارج المحاكم. وقال بروس ليندسي محامي الرئيس ان ذلك يجب ألا يفسر على انه "اقرار بالذنب" من جانب موكله، فيما قال ديفيد بيك محامي جونز انه "متفائل جداً" في ان الدعوى التي اقامتها موكلته، ستسوى. وقال بيك وهو محام من دالاس لشبكة "ان بي سي" التلفزيونية مساء اول من امس الاحد، ان "التسوية مفيدة للجميع... قدمنا عرضاً واعتقد انه لابد وان يقبل في نهاية الامر. لا اعرف اذا كان ذلك سيحصل في يوم او اسبوع او شهر ولكني متفائل جداً". وفي الوقت نفسه، شدد محامي الرئيس على ان المحادثات في شأن تسوية لن تكون "اعترافا بالذنب" من جانب موكله. واكد ليندسي الذي يرافق كلينتون في جولة لجمع التبرعات في سان انطونيو ولاية تكساس ان الرئيس "لا يفكر في تقديم اعتذار"، مشيراً الى ان "التسوية خارج المحاكم هي اجراء شائع جدا" في الولاياتالمتحدة. وكانت جونز اتهمت الرئيس بمحاولة التحرش بها جنسياً في غرفة احد الفنادق في ليتل روك عام 1991، عندما كان حاكماً لولاية اركنساو. ورفض القضاء الفيديرالي هذه القضية في نيسان ابريل الماضي. ولكن جونز تعهدت باستئناف الدعوى واستغلال اعتراف كلينتون باقامة علاقة جنسية "غير لائقة" مع المتدربة السابقة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي، كدليل على ان الرئيس "كذب تحت القسم" خلال شهادته في قضيتها. وكانت جونز رفضت قبل عام تسوية اقترحها كلينتون يدفع اليها بموجبها مبلغ 700 الف دولار، لان التسوية لم تتضمن "اعترافا واعتذارا" صريحين من جانب الرئيس. وحرص كلينتون على تجاهل الاجابة على اسئلة الصحافيين في هذا الشأن خلال جولته في سان انطونيو ولوس انجليس. لكنه باح على غير عادته بامور شخصية في مقابلة نشرت في صحيفة "واشنطن بوست" اول من امس وشرح فيها انه يسعى حالياً الى "اعادة بناء اسرته وزواجه". وقال الرئيس في المقابلة التي اجريت معه الاسبوع الماضي : "بدلا من ان استغرق في الندم، انا اسعى الى اعادة بناء حياتي واسرتي". وهذه المرة الاولى التي يوافق فيها الرئيس على اجراء مقابلة خاصة منذ نشر تقرير المدعي المستقل كينيث ستار في 11 الشهر الجاري حول علاقته بلوينسكي. واضاف كلينتون: "زوجتي امراة عظيمة وقوتها ودعمها مصدر وحي دائم لي في هذه الفترة الاليمة". المسؤولون الاجانب ورداً على سؤال عن ردود فعل المسؤولين الاجانب بشأن قضية مونيكا لوينسكي، اجاب كلينتون ان العديد من هؤلاء ابلغوه ان الاحداث الاخيرة لم تقلل ابدا من احترامهم له وان حياته الشخصية لا تخصهم . واضاف كلينتون: "اعتقد ان المسؤولين الاجانب يميلون الى النظر الى هذه المسألة بطريقة مختلفة تماماً". في غضون ذلك، اظهر استطلاع للرأي العام اجرته مجلة "تايم" وشبكة "سي ان ان" التلفزيونية ان قرار الكونغرس بث شريط الفيديو الخاص بشهادة كلينتون بشأن علاقته مع مونيكا لوينسكي جاء بنتائج عكسية فبدلاً من الاضرار بالرئيس مثلما كان الجمهوريون يأملون، قد يكون ذلك اضر بالكونغرس.