لندن - "الحياة"، رويترز - شهدت البورصات الاوروبية الرئيسية تقلبات حادة أمس، فبعد ان ارتفعت اسعار الاسهم بنسب ترواح بين 1.5 و2.5 في المئة خلال جولة التعامل الصباحية فقدت الاسهم الزيادة وتحولت الارباح الى خسائر حادة عقب انتشار التفاصيل في الاسواق عن عملية انقاذ مقدارها 3.5 بليون دولار رتبها مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي مع عدد من كبار المصارف لانقاذ صندوق التحوط الاميركي "لونغ ترم كابيتال مانجمنت" الذي تكبد خسائر حادة من تدهور الاسواق الآسيوية وغيرها خلال السنة الجارية. وجاء الاعلان عن عملية الانقاذ وسط تفاؤل باحتمال خفض الفائدة الاميركية قريباً، إذ المح ألن غرينسبان رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي يوم الاول من أمس بقوة الى احتمال خفض الفائدة الاميركية قريباً. وقالت مصادر السوق ان مجموعة من المصارف الدولية الكبرى وافقت على ضخ مبلغ مقداره 3.5 بليون دولار في محفظة استثمارات صندوق التحوط مقابل تولي لجنة من هذه المصارف ادارة الصندوق لاخراجه من ازمته الحالية. وتضم اللجنة اعضاء من مؤسسات مالية أميركية كبرى هي "غولدمان ساكس" و"ميريل لينش" و"مورغن ستانلي دين ويتر" و"ترافلرز غروب"، اضافة الى "يو. بي. أس" السويسري. وجاءت عملية الانقاذ عقب خسارة الصندوق نحو 90 في المئة من رأس ماله السنة الجارية. وقال الصندوق ان موجوداته هبطت بنحو 1.8 بليون دولار في آب أغسطس الماضي نتيجة الاضطرابات في اسواق المال الدولية. وقال محللون ان تدخل مجلس الاحتياط الفيديرالي لانقاذ الصندوق يشير الى ان المجلس ينظر الى القضية بجدية قصوى، اذ لا يتدخل مجلس الاحتياط في مثل هذه الاحوال وتنطوي مهامه على مراقبة اعمال المؤسسات المالية في الولاياتالمتحدة. وأشار المحللون الى أن مجلس الاحتياط يعتبر خسائر الصندوق ومصاعبه خطيرة ويخشى ان يؤدي انهياره الى اضطرابات في أسواق المال الدولية التي تمر بظروف صعبة وتعرضت لخسائر فادحة السنة الجارية. وقالت هيئة الخدمات المالية في بريطانيا أمس انها طلبت من 55 مؤسسة مالية في بريطانيا تزويدها بتفاصيل انكشافها على صناديق التحوط في اعقاب عملية انقاذ صندوق "لونغ ترم كابيتال مانجمنت". وأكد مصرف "باركليز" أمس انه شارك في عملية الانقاذ لكنه لم يذكر أي تفاصيل. وفي شهادة أمام لجنة الموازنة في مجلس الشيوخ الاميركي قال غرينسبان أن احتمال تباطؤ الاقتصاد الاميركي تزايد منذ الاجتماع الذي عقدته لجنة السوق الحرة التابعة لمجلس الاحتياط، التي تتولى تحديد أسعار الفائدة، في آب أغسطس الماضي. وقال إن هناك حاجة الى تحرك سريع لمعالجة ازمة اقتصادية تجتاح العالم. واضاف في رد على سؤال انه "يجب ان نحوّل عدم الاستقرار الحالي الى درجة من الاستقرار في فترة زمنية قصيرة بشكل معقول لمنع العدوى من الانتشار وخلق مشاكل لنا جميعاً". وعلى رغم ان غرينسبان لم يذكر خفض الفائدة الاميركية يوم الثلثاء المقبل عند اجتماع لجنة السوق الحرة، الا أن المحللين اعتبروا تصريحاته بمثابة اشارة الى خفض قريب لأسعار الفائدة. وعززت احصاءات اميركية صدرت أمس ما قاله غرينسبان، اذ اعلنت وزارة التجارة الاميركية أمس ان الاقتصاد الاميركي سجل نمواً نسبته 1.8 في المئة خلال الربع الثاني من السنة الجارية مقابل 5.5 في المئة في الربع الاول من السنة، في ما يعتبر ادنى مستوى نمو ربع سنوي خلال الاعوام الثلاثة الماضية، علماً ان نسبة النمو جاءت اعلى من توقعات المحللين في حي المال في نيويورك، اذ قدروا نموا نسبته 1.6 في المئة. واستقبلت الاسواق الدولية تصريحات غرينسبان بارتفاع الاسهم في نيويورك يوم الاول من أمس نحو 3.26 في المئة على أساس مؤشر "داو جونز"، كما ارتفعت الأسهم في طوكيو بنسبة 3.02 في المئة على أساس مؤشر "نيكاي" وفي هونغ كونغ 4.4 في المئة على أساس مؤشر "هانغ سنغ". وبدأ التعامل في أوروبا بارتفاع البورصات الرئيسية، لكن بنهاية جولة التعامل الصباحية عكست الاسواق الاوروبية اتجاهها الصعودي وبدأت بالهبوط. وبدأ التعامل في بورصة "وول ستريت" أمس بتراجع مؤشر "داو جونز" 70 نقطة خلال جولة التعامل الاولى. وحافظ الدولار على مستواه المرتفع في المعاملات الصباحية في أوروبا أمس بعد ان ارتفع في الاسواق الآسيوية متجاوزاً مستوى 137 يناً مقابل 135.91 ين في نهاية التعامل في نيويورك الاربعاء.