"اخلاقنا لا تسمح لنا بالتخلي عن اصدقائنا". هكذا خاطب رئيس جنوب افريقيا نيلسون مانديلا الرئيس بيل كلينتون، الغارق في فضيحة "مونيكا غيت"، في كلمة القاها في البيت الأبيض حيث بات مع زوجته في احدى غرفه بدعوة من الرئيس الاميركي وزوجته هيلاري. وهدأت اجواء الفضيحة في العاصمة الاميركية امس لفترة قصيرة ذلك ان زيارة مانديلا، احد اكثر الزعماء في العالم احتراماً وشعبية، فرضت ما يمكن اعتباره "هدنة" موقتة في الصراع "المتمدن!" بين القوى السياسية المتنازعة في اميركا، خصوصاً بين البيت الأبيض الديموقراطي والكونغرس الجمهوري. ورافق كلينتون ضيفه وصديقه مانديلا الى مبنى الكابيتول حيث مجلسي الشيوخ والنواب ليتلقى ميدالية الكونغرس الذهبية. لا بل يمكن القول ان مانديلا "اصطحب" معه رئيس اميركا الى عرين معسكر الاعداء. وبالطبع صفق اعضاء الكونغرس لمانديلا كثيراً. وصفقوا ايضاً، جمهوريين وديموقراطيين، لرئيس الولاياتالمتحدة. فهذا شيء والفضيحة شيء آخر! وقبل "الهدنة" التي فرضها وجود مانديلا في واشنطن جرت محاولات بين المعسكرين المتنازعين في الكونغرس، عندما اجتمع زعماء الحزبين في مجلس النواب برئاسة النائب نيوت غينغريتش الذي وصف الاجتماع بأنه كان جيداً. وان البحث تناول الخطوات التي يفترض باللجنة اتخاذها لجهة كيفية التحرك ازاء طلب المحقق كينيث ستار بدء مجلس النواب درس امكان محاكمة كلينتون تمهيداً لعزله، علماً ان رئيس اللجنة القضائية النائب الجمهوري هنري هايد سبق وأعلن ان العملية قد تستغرق وقتاً طويلاً وان الكلام عن صفقة بين الكونغرس والبيت الأبيض تسقط المحاكمة مقابل توبيخ الرئيس سابق لأوانه. ورفض رئيس مجلس النواب غينغريتش الفكرة القائلة بانهاء الازمة على اساس ان استطلاعات الرأي تشير الى رغبة غالبية الاميركيين في تناسي الموضوع. وقال ان امام مجلس النواب مهمة دستورية وان اللجنة القضائية لا تملك حتى الآن كل الأدلة. وشدد زعيم الاقلية الديموقراطية ريتشارد غيبهارد على ان المطلوب حل القضية سلباً ام ايجاباً خلال فترة قصيرة حددها بوقت يراوح بين 30 و40 يوماً لأن ذلك في مصلحة البلاد ولتفادي تأثير الفضيحة الجنسية على اطفال اميركا. ورغم الانقسام الظاهر بين الديموقراطيين والجمهوريين على كيفية معالجة الفضيحة، استمر العمل وراء الستار للتوصل الى مخارج تكون مقبولة من كلينتون والقيادات الجمهورية. وفي هذا الاطار تردد ان السيناتور السابق جورج ميتشيل رفض دعوة رسمية من كلينتون ليكون ممثله لدى الكونغرس لكنه وافق على ان يلعب هذا الدور بطريقة غير رسمية. وبرز اسم المحامي الشهير لويد كاتلر الذي سبق ان عمل مستشاراً قانونياً للبيت الأبيض في مقدم الذين يتوسطون للتوصل الى صفقة. وبالطبع استعمل محامو البيت الأبيض نقاط الضعف في تقريرالمحقق ستار، الذي ارتفعت امس حدة الانتقادات له لجهة كيفية معاملته للوينسكي في بداية التحقيقات.