ارتفعت أسعار العقارات في لندن نحو 50 في المئة خلال الاعوام الخمسة الماضية بسبب النمو الاقتصادي وإقبال المستثمرين الاجانب على توظيف احوالهم في هذا القطاع الحيوي الذي يتوقع ان يواصل نموه في السنوات المقبلة، ما يجعل الاستثمار فيه اكثر جدوى وربحية. ويعتقد متعاملون ان اسعار العقارات في لندن وغيرها من المدن البريطانية لن ترتفع بالسرعة التي صعدت فيها منذ عام 1993 وستشهد الاسعار حركة تصحيحية، اي انها قد ترتفع قليلاً وتستقر لبعض الوقت لكن الطلب سيبقى قوياً نتيجة الاداء الاقتصادي القوي. ويخص المتعاملون المستثمرين من الدول العربية او غيرها على الاستثمار في قطاع العقارات في بريطانيا لكونه من اكثر القطاعات التي تتمتع بالربحية العالية والدخل الثابت. وتشير توقعات الى انخفاض سعر الفائدة في المستقبل القريب وهو عامل مهم آخر يسهم في تعزيز الطلب على العقارات سواء كانت منازل سكنية او مكاتب او محلات أو أراض او عقارات صناعية وزراعية. وقال نيك سوتون مدير عام شركة "كراون دلمون" للعقارات المملوكة من قبل "بنك البحرين الدولي" ان اسعار العقارات البريطانية ارتفعت بحدة في الاعوام الخمسة الماضية بسبب تسارع النمو الاقتصادي وخروج بريطانيا من مرحلة الركود التي شهدتها اواخر الثمانينات وبداية التسعينات. وأضاف ان الاسعار مقارنة مع مرحلة ما قبل الركود ارتفعت ما بين 10 و20 في المئة فقط بسبب ضعف الاستثمار المصاحب لها وانخفاض الدخل وتسريح بعض الشركات لعدد من الموظفين. وأشار الى ان الطلب على العقارات سيحافظ على قوته في الاعوام القليلة المقبلة لكن الاسعار لن ترتفع مثلما حدث في الاعوام الخمسة الماضية وستكون مستقرة بشكل عام. وينصح سوتون المستثمرين في توظيف اموالهم في قطاع العقارات على اساس انه يوفر لهم دخلاً عالياً وثابتاً في المدى البعيد، مشيراً الى القوانين البريطانية التي تنظم الاستثمار العقاري والتي وصفها بأنها من افضل القوانين في العالم في ما يخص المستثمر الاجنبي. وبالنسبة لأرباح القطاع يصل العائد الى 11 في المئة سنوياً وهو افضل بكثير من عوائد الاستثمار الاخرى وخصوصاً الودائع المصرفية. ويبلغ معدل سعر شقة سكنية في لندن حالياً نحو 250 الف جنيه اي نحو 400 الف دولار ويتوقع سوتون ان يرتفع السعر الى 275 الف جنيه 450 الف دولار بعد اربعة اعوام مقابل نحو 180 الف جنيه 280 الف دولار قبل خمسة اعوام. وعلى الرغم من هذا الارتفاع الكبير في سعر الشقة الا ان سوتون يرى ان تأجيرها افضل من بيعها نظراً لارتفاع معدل الايجارات وعدم حدوث تقلبات كبيرة مثلما يحدث احياناً في الاسعار. وبالاضافة الى الاستثمارات الضخمة التي تقوم بها الشركات والاثرياء في العالم العربي ودول اخرى في مجالات العقارات المكتبية والصناعية وحملات التجزئة فان الكثير من المستثمرين يشترون شققاً سكنية لتأجيرها بهدف تأمين دخل ثابت طويل الأمد. ويشكل هؤلاء نحو 30 في المئة من اجمالي المستثمرين الافراد الذين يشترون شققاً سكنية في لندن، والباقون يتملكون الشقق بغرض السكن فيها والاقامة في بريطانيا. وتتفاوت اسعار الشقق في بريطانيا في شكل كبير من منطقة الى اخرى وحتى داخل لندن نفسها اذ ان سعر الشقة يرتفع في وسط المدينة او ما يسمى بالاحياء الراقية ويقل في الضواحي ثم ينخفض اكثر في المدن والقرى البعيدة عن العاصمة والمراكز الصناعية والتجارية. ففي مانشستر وليفربول ومدن اخرى تقع شمال غربي بريطانيا يصل سعر شقة صغيرة الى اقل من 20 الف جنيه، وأقل من عشرة الاف جنيه في المناطق النائية. ويقول جاستين ماكول من مكتب عقارات في "وينكوورث" في لندن "بامكاني تأمين شقة لك بسعر خمسة آلاف جنيه في الشمال، ولكن هذا لا يعتبر استثماراً جيداً لأن الاسعار هناك ترتفع قليلاً وأحياناً تنخفض وإذا اردت تأجيرها فان قيمة الايجار لا تذكر". ويشير سوتون الى ان المستثمرين في قطاع العقارات يؤمون بريطانيا للاستثمار في لندن وهم من جنسيات مختلفة تشمل العالم العربي والولايات المتحدة وكندا وأوروبا والشرق الاقصى وأفريقيا ودول آسيوية اخرى. لكن لماذا التركيز على لندن حيث الاسعار المرتفعة والزحام الكبير على الشقق السكنية وغيرها في العقارات؟ يجيب سوتون "الاستثمار في لندن يولد ارباحاً اكبر كما ان العاصمة هي احدى المراكز المالية الرئيسية في العالم ومن الطبيعي ان تستقطب المستثمرين سواء في العقارات او غيرها. ناهيك عن شهرة لندن". ويعكس قوة الطلب على الاستثمار العقاري في بريطانيا ارتفاع ارباح البنوك المحلية والاجنبية في المملكة من عمليات الاقراض العقاري وانشاء العديد منها وحدات للاستثمار في العقارات. و"كراون دلمون" التي تعني "تاج البحرين" هي احدى هذه الوحدات التي انتجها الاستثمار المربح في قطاع العقارات والذي بات يشكل احد الركائز الرئيسية للاقتصاد البريطاني اذ تقدر سوق العقارات ببلايين الجنيهات سنوياً وتستقطب مستثمرين من مختلف انحاء العالم". ويتركز نشاط "كراون دلمون على بناء مجمعات سكنية تم بيعها كمنازل وشقق. وحسب تقارير الشركة حققت ارباحاً كبيرة من هذه الانشطة منذ انشائها في عام 1994 فيما اتاحت للمستثمرين الذين ابتاعوا شققاً منها تحقيق دخلاً ثابتاً ومرتفعاً نتيجة الزيادة المضطردة في الايجارات. وساعد الشركة على توسيع اعمالها المركز العالي القوي لبنك "البحرين الدولي" اذ يبلغ رأس مال البنك ومقره في لندن نحو 220 مليون دولار الامر الذي عزز القوة التفاوضية للشركة في انشطتها الاستثمارية التي تتركز في العاصمة البريطانية. ومن ابرز استثمارات الشركة مبنى "فنسنت هاوس" القريب في "ميدان فكتوريا" الشهير في وسط لندن اذ يتم حالياً تمويله من مجمع شركات ومكاتب الى مبنى سكني يضم العشرات من الشقق والاجنحة الفاخرة ويتوقع ان ينتهي المشروع في بداية 1999. وحسب تقارير الشركة سيدر المشروع دخلاً مرتفعاً نظراً لموقعه وخلفيته التاريخية وهناك بالفعل طلباً شديداً من قبل المستثمرين الراغبين بشراء شقق فيه خصوصاً من بريطانيا والشرق الأقصى. وتقوم الشركة كذلك بترميم مبنى مشهور في منطقة "تشبستو" في لندن يضم 20 شقة بيع منها 12 شقة ويتوقع ان يباع الباقي قريباً نظراً للاقبال الكبير من قبل المستثمرين. وتضم المشاريع الاخرى ترميم مباني سكنية في مناطق اخرى من العاصمة بهدف بيعها لمستثمرين او افراد يرغبون بالاقامة بها اضافة الى بناء مجمع سكني آخر قرب "تشبستو" يضم 27 شقة بغرض تأجيرها كجزء من استثمار طويل الاجل. وتشير احصاءات مراكز بحوث بريطانيا الى ان الاستثمار العقاري سيواصل نموه المضطرد نتيجة انتعاش الاقتصاد الذي ينمو بنحو اربعة في المئة سنوياً وهو معدل مرتفع بعد مرحلة ركود دامت نحو خمسة اعوام. وتتباين اذواق المستثمرين في العقارات اذ يفضل البعض الاستثمار في مناطق راقية نظراً لارتفاع العائد فيها فيما يتجه آخرون الى الاستثمار في شقق اقل تكلفة وان كان العائد يقل كثيراً عن المناطق الراقية. ويقول جاستين ان العديد من المستثمرين الافراد يبتاعون منازل او شقق بغرض تأجيرها نظراً للتوقعات بأن نمو معدلات الايجار سيكون اسرع من معدلات الشراء في الاعوام المقبلة ما سيؤدي الى ارتفاع العائد. ويضيف "ان سوق العقارات الآن يعتبر نشطاً ولكنه يبقى متذبذباً شأنه شأن القطاعات الاخرى، وتستطيع ان ترى الآن الكثير من اللافتات التي تعرض منازل للبيع او الايجار... يقابل ذلك طلب قوي اذ ان المنزل المعروض يمكن بيعه في غضون ايام او اسابيع". ومن المرجح ان الطلب سيبقى قوياً نسبياً في الفترة المقبلة بسبب ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي والدخل الفردي والتسهيلات التي تقدمها البنوك للمستثمرين واحتمالات انخفاض الفائدة. ويستدرك قائلاً "تعلم اني اتحدث عن لندن فهي مدينة لا تنام وتضم نسبة كبيرة من الاجانب تزيد عن 20 في المئة. ويبلغ تعداد سكانها اكثر من 14 مليون نسمة وتعتبر من اغلى المدن في العالم". وإذا كان قطاع العقارات في بريطانيا قد اجتذب الاستثمارات الضخمة من مختلف انحاء العالم فانه كذلك دعم الجهود للخروج من الركود الاقتصادي ورفع معدلات النمو وايجاد آلاف الوظائف للبريطانيين وغيرهم، اذ ان ارتفاع ارباح البنوك استدعى توسيع النشاط ودعم الكادر الوظيفي في حين استحدثت وظائف جديدة لادارة الوحدات العقارية التي انشأتها البنوك وللتوسع من قبل شركات ومكاتب الوساطة العقارية التي باتت منتشرة في كل شارع من شوارع لندن وتتنافس فيما بينها لزيادة ايراداتها من العمولة. كراون دلمون للاستثمار العقاري لندن 93 بارك لين تلفون 3180961 0171 4958974 فاكس 9410184 0171