سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أولبرايت تدعو مجلس الأمن إلى الرد بقوة على وقف بغداد التعاون مع فرق التفتيش . طالباني وبارزاني وقعا في واشنطن اتفاقاً يمهد لتشكيل حكومة واجراء انتخابات
دعت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت مجلس الأمن إلى الرد بقوة على "القرار العراقي الاستفزازي" الذي يمهد لوقف التعاون مع فرق التفتيش. ونجحت إدارة الرئيس بيل كلينتون في جهود المصالحة التي بذلتها بين رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني السيد مسعود بارزاني ورئيس الاتحاد الوطني الكردستاني السيد جلال طالباني، ووقع الزعيمان الكرديان العراقيان في واشنطن ليل الخميس اتفاقاً سيؤدي، إذا نفذ، إلى عودة الإدارة الكردية إلى شمال العراق، واجراء انتخابات هناك يتوقع ان يكون موعدها الصيف المقبل. وكشفت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت الاتفاق الذي تفاوض عليه الزعيمان خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك في احتفال اقيم في وزارة الخارجية بحضور الزعيمين وكبار المسؤولين المعنيين بشؤون الشرق الأوسط. ويهدف الاتفاق الجديد إلى السعي إلى حل المشاكل بين الحزبين وتحقيق المصالحة بينهما ووضع جدول زمني لتنفيذه، واحياء الإدارة الكردية الموحدة والدعوة إلى انتخابات وتقاسم العائدات وضمان حدود شمال العراق وأمنه. وجاء الاتفاق حلاً وسطاً ويتطلب تنفيذه مزيداً من المحادثات بين الزعيمين وعلى مستوى الوفود. ورحبت أولبرايت في كلمتها بالاتفاق، مؤكدة اهتمام الولاياتالمتحدة بأمن أكراد العراق وسلامتهم ورفاهيتهم وكذلك الشيعة والسنة في هذا البلد. وذكّرت بمعاناة الأكراد في عملية الأنفال عام 1988 أو في الحملة العسكرية العراقية عام 1991، مشددة على أن القرار 688 لا ينحصر فقط ببرامج أسلحة الدمار الشامل، بل يتحدث أيضاً عن حماية السكان العراقيين في الشمال والجنوب. وأكدت استمرار بلادها في الالتزام بالمحافظة على سلامة أراضي العراق وسيادته ووحدته. وزادت ان اتفاق طالباني وبارزاني سيسهّل على الولاياتالمتحدة والدول الأخرى مساعدة الأكراد لوضع جدول زمني لحل خلافاتهم في شكل ينسجم مع المبادئ التي حددتها اتفاقات أنقرة عام 1996. وتطرقت إلى قرار العراق وقف التعاون مع اللجنة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل، مشددة على أن المطلوب من مجلس الأمن أن يرد بقوة على "قرار العراق الاستفزازي والذي يلحق الضرر به. إذ لا يمكن المجلس ان يسمح للعراق بأن يكسب، باطلاقه حلقة جديدة من التحدي والتهديد. فصدقيته المجلس وفعاليته على المحك، وعليه أن يصر على تقيد العراق بكل القرارات" الدولية. وأضافت أولبرايت ان "الولاياتالمتحدة ستقرر ما سيكون ردها على أعمال بغداد في ضوء التهديدات التي تشكلها ضد جيرانها والأمن الاقليمي والمصالح الأميركية الحيوية، وضد الشعب العراقي بما في ذلك أولئك الذين في الشمال. لن نسقط أياً من الخيارات، وإذا حاول العراق الخروج من علبته الاستراتيجية سيكون ردنا قوياً، لكننا سنعمل بموجب جدولنا الزمني وليس بموجب الجدول الزمني لصدام حسين". ولفتت إلى أن واشنطن لن تسعى إلى رفع الآمال والتوقعات الخاطئة، لكنها في الوقت ذاته "لن تدير ظهرها إلى الشعب العراقي الذي حرم مدة طويلة من حريته وأمنه وفرص ازدهاره التي يستحق" ولن تسمح بتكرار "الأنفال" أو أي عملية "اضطهاد" ضد الأكراد. وشكر بارزاني للحكومة الأميركية رعايتها محادثات المصالحة مع طالباني، وقال: "يجب أن ننفذ ما اتفقنا عليه بدقة. شعبنا يتطلع إلى النتائج. وما قمنا به يضمن مستقبلاً مشرفاً له. وأريد أن أوكد حرصنا على وحدة العراق، وما قمنا به ليس ضد مصلحة أي دولة في المنطقة، بل هو لحل المشاكل". ووصف طالباني التوقيع على الاتفاق بأنه "يوم تاريخي للشعب الكردي"، ووعد بالعمل مع بارزاني لتنفيذه. وزاد: "شعبنا يتطلع إلى عراق ديموقراطي موحد، ولسنا قوة انفصالية بل قوة تدعم وحدة العراق ولن نهدد أي دولة في المنطقة، بل ان اتفاقنا سيساعد في تأمين السلام والاستقرار في المنطقة وسيساعد كل جيران العراق". وكشف المسؤول الأميركي ان الاتفاق يتضمن موافقة الطرفين على منع مقاتلي حزب العمال الكردستاني بزعامة عبدالله أوجلان من الحصول على قواعد في شمال العراق. وصرح بارزاني بأن الاتفاق يحدد جدولاً زمنياً لاتخاذ الخطوات اللازمة لحل الخلافات مع طالباني، وتوقع ان تجرى محاولة لتشكيل "حكومة موحدة" للتحضير للانتخابات، مع تشكيل لجنة مشتركة تتولى تنفيذ الاتفاق.