أكدت مصادر كردية مطلعة ان مدير المخابرات العامة في العراق السيد رافع دحام التكريتي زار الأسبوع الماضي مدينة السليمانية في شمال العراق، واجرى محادثات مع زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني جلال طالباني وأعضاء بارزين في المكتب السياسي للحزب. وأوضحت أن التكريتي، وهو سفير سابق في انقرة ويعتبر من الذين يعتمد عليهم الرئيس صدام حسين، وصل الأربعاء الماضي الى السليمانية واستقبله عند خط التماس مع المناطق الكردية في تشمتشمال عضو المكتب السياسي للاتحاد ارسلان بايز ورافقه الى المدينة. وقالت المصادر ذاتها ل "الحياة" ان زعماء الاتحاد ابلغوا التكريتي ضرورة أن تعامل بغداد على قدم المساواة حزبهم والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني "خصوصاً على صعيد التسهيلات التجارية". لكن المصادر ذكرت انه لم يتضح هل اسفرت المحادثات عن نتائج محددة. وأعربت عن اعتقادها ان زيارة التكريتي تمت في اطار اتصالات يجريها الحكم العراقي مع قيادتي الحزبين في مسعى لحملهما على التوجه معاً الى بغداد لاستئناف المفاوضات والتوصل الى اتفاق على أساس مشروع الحكم الذاتي الذي طرحته بغداد في 1991 ورفضه الاكراد، لأنه اعترف لهم بحقوق أقل مما تضمنه اتفاق الحكم الذاتي الذي توصل اليه الجانبان في آذار مارس 1970. وتابعت المصادر ان ملف الاتصالات بين بغداد والأكراد يشرف عليه الفريق الأول الركن علي حسن المجيد الذي أطلق عليه الاكراد لقب "كيماوي" لاشرافه على تنفيذ "عمليات الانفال" في الثمانينات والتي استخدمت خلالها اسلحة كيماوية ضدهم. ولفتت الى ان الرسالتين اللتين تبادلهما طالباني وبارزاني اخيراً اشارتا الى ضرورة اتفاق الحزبين قبل ان يعملا معاً لايجاد "حل عادل" للقضية الكردية مع الحكومة المركزية في بغداد في اطار وحدة العراق وسيادته. وأوضحت ان الحكم العراقي ابلغ حزب بارزاني انه ليس مستعداً لاعلان اتفاق معه وحده، وان اي اتفاق يجب ان يتم بين بغداد وبين الحزبين معاً. واعتبرت المصادر ان الرسالتين المتبادلتين بين بارزاني وطالباني "لا تشيران الى نية جدية للمصالحة والاتفاق على ادارة كردستان العراق بمعزل عن بغداد". وكان بارزاني اشار في رسالته الى طالباني قبل ايام الى انه تأخر في الرد على رسالة الأخير التي دعا فيها غريمه الى المصالحة، بسبب انشغاله بترؤس اجتماع موسع لقيادة حزبه. وقالت المصادر الكردية ان الحوار مع بغداد والمصالحة مع حزب طالباني كانا في مقدم جدول اعمال الاجتماع.