تسعى تركيا الى زيادة حصتها من حركة السياحة العربية الوافدة مركزة، في شكل خاص، على بلدان الخليج التي يتميز مواطنوها بمعدل انفاقهم المرتفع وفترة اقامتهم التي تتجاوز المعدلات الدولية علاوة على انتشار ظاهرة السياحة العائلية في اوساط المسافرين الخليجيين لا سيما في فصل الصيف وفترات العطل الدراسية. ويقول المستشار الاعلامي في السفارة التركية في الكويت خالد بيساركوت ل "الحياة" ان تركيا قادرة على منافسة الوجهات الدولية الاخرى التي اعتادها المسافرون العرب في الماضي، مشيراً الى ان النسيج الثقافي والديني والتاريخي المشترك يؤمن ارضية مناسبة لتركيا لاستقطاب الحركة السياحية الوافدة من العالم العربي. ويضيف قائلاً: "ان المنتجعات والمرافق المتنوعة التي يشتمل عليها القطاع السياحي التركي باتت تضم تسهيلات راقية تضاهي ما هو متوافر في الحاضرات والمنتجعات القائمة في الغرب على رغم ولوج تركيا السوق السياحية الدولية منذ فترة ليست ببعيدة". وبدأت المناطق الساحلية في تركيا تشهد في السنوات الاخيرة تجربة جديدة تتمثل في ظهور تجمعات سكنية حديثة من مختلف الاشكال والاحجام مخصصة لاستقبال السياح بمختلف فئاتهم ممن يرغبون في الاصطياف والتمتع بالجو الدافئ الا ان التطور العمراني لم يبلغ بعد الحدّ الذي بلغه في مناطق غرب البحر الابيض المتوسط كما تظهره نسبة الازدحام والتلوث التي لا تزال منخفضة. ويشير المسؤولون عن السياحة في تركيا الى ان اهتمامهم بالسائح العربي، والخليجي منه خصوصاً، له ما يبرره، نظراً الى توافر مرافق وتسهيلات تتيح مدة الخدمة التي يرغبها، ومنها في شكل خاص الشقق والفيلات والمساكن الصيفية الجميلة، التي تمتد على طول الشاطئ وفي المناطق الجبلية، مقدمة بدائل مناسبة للعائلات التي تفضل استخدام الفنادق والنزل المتواضعة لدى تنقلها في انحاء تركيا مع الاحتفاظ بمسكن رئيسي للعودة اليه خلال تنظيمها برنامج جولاتها. ويقول يساركوت ان تركيا ترغب في زيادة حصتها من السياحة العربية الوافدة لانها بديل مناخي جيد وقريب من البلدان العربية التي تتميز بمعدلات حرارة مرتفعة خلال فترة الصيف علاوة على امتلاكها تنوعاً جغرافياً ومناخياً وغنى ارضها بالصروح التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة. كما ان فيها منتجعات وعيوناً طبيعية ساخنة ومساحات شاسعة من الخضرة وجمالاً طبيعياً في الداخل وعلى اطراف شواطئها الرملية. ويضيف ان العام الماضي شهد اقبال زهاء 45 الف سائح من منطقة الخليج وان اكبر زيادة سجلت في عدد السياح القادمين من سلطنة عمان الذين ارتفعت اعدادهم بنسبة 29 في المئة. وتعتبر سورية اكبر مورد للسياح العرب اذ بلغ عدد السياح القادمين منها العام الفائت 99.5 الف سائح مقابل 24.5 الف سائح من لبنان و23.7 الف سائح من الاردن و22.8 الف من السعودية و17.5 الف من العراق و7.8 الف من الكويت و6.4 الف من الامارات و3.5 الف من البحرين. وتبقى السياحة العربية اقل اهمية عددياً من السياحة الاسرائيلية الى تركيا التي وصلت الى 263.4 الف سائح العام الفائت، الا ان معدل الانفاق لدى السياح العرب يبقى اعلى سيما وانهم يصطحبون معهم مساعدين وخدماً ينتمون الى جنسيات اخرى مما يترتب عليه انفاق مبالغ اضافية من دون ان تحتسب الاعداد الوافدة معهم في خانة السياحة العربية والخليجية عموماً. وتراجع عدد السياح الاسرائيليين بنسبة 13 في المئة تقريباً منذ العام 1995 حينما وصل اجمالي القادمين منهم الى 301 الف سائح بينما تشهد حركة السياحة العربية الوافدة ارتفاعاً ملحوصاً تراوح نسبته بين 2.2 في المئة و2.9 في المئة. ويقول يساركوت ان تركيا تستطيع زيادة حصتها من حركة السياحة العربية الوافدة مشيراً الى ان السبب يعود في المرتبة الاولى الى رخص اسعارها مقارنة بالوجهات الاخرى علاوة على تقديمها ميزات تفاضلية اخرى لا سيما في مجال المناخ والتنوع في المناخ السياحي. ويضيف: "نتوقع السنة المقبلة زيادة عدد السياح العرب بنسبة 20 في المئة على الاقل مع المحافظة على وتيرة الزيادة هذه في شكل منتظم. وهذه النسبة تتماشى مع معدلات الزيادة السنوية في حركة السياحة التركية والتي تراوح بين 10 و15 في المئة". وكانت تركيا استقبلت 7.7 مليون سائح العام 1995، و8.6 مليون سائح العام 1996 و9.69 مليون سائح العام الماضي بمعدلات زيادة بلغت 11.48 في المئة و12.48 في المئة خلال السنتين الماضيتين. ويشير يساركوت الى ان السلطات التركية تقوم بتسهيل اجراءات الحصول على تأشيرات الدخول، والى ان "رعايا دول الخليج لا يحتاجون الى الحصول على فيزا مسبقة وهم يُمنحون تأشيرة اقامة صالحة لمدة عام او اكثر لدى وصولهم الى المنافذ الحدودية". اما رعايا بقية الدول العربية "فبوسعهم الحصول على تأشيرة دخول في مهلة 24 ساعة من التقدم الى الاقسام القنصلية بطلب في هذا الخصوص والتأشيرة صالحة للتجول في تركيا لمدة ثلاثة اشهر"