بقي موضوع جزين في ضوء التدابير التي ينوي "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لاسرائيل اتخاذها فيها مطلع الشهر المقبل، محور تحركات واتصالات ومواقف. وعرض رئيس الحكومة رفيق الحريري مع وزير الصناعة نائب جزين نديم سالم الاجراءات الواجب اتخاذها لمعالجة الوضع، على ان يعقد سالم اليوم مؤتمراً صحافياً يتناول فيه هذا الموضوع. وفي المواقف، قال رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الأمام محمد مهدي شمس الدين ان "الاحتلال أراد تحويل جزين مصيدة للدولة وللشعب وللمقاومة، لكنه فشل نتيجة الوعي السياسي والشجاعة الوطنية وهذا ما يجب ان يكشف لبصائر أهل جزين ولجميع اللبنانيين". ورأى مصدر مسؤول في قيادة حزب البعث في لبنان ان تصريحات البطريرك الماروني نصرالله صفير عن جزين "لا تخدم السلم الاهلي وتقع في خانة التحريض على المقاومة". وأسف "لأن يساوي بين العدو الصديق ويبرئ العملاء بحديثه عن قتل لبنانيين للبنانيين". وأضاف "كان الاولى به ان يحمّل الاحتلال مسؤولية ما يحدث في جزين". وأعلن "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" التيار العوني ان "جزين أصبحت رهينة حقيقية لن يفرج عنها الا بعد إتمام عملية السلام الشامل في المنطقة، وبالتالي ضحية استعراض القوة وتثبيت المواقع في ضوء التحالفات الاقليمية الجديدة". ورأى "ان انشغال السلطة بالاستحقاق الرئاسي وتعديل مواد دستورية تغطية لعجزها من اتخاذ اي موقف أو مبادرة للحد من الاقرار المتلاحقة في جزين". ووصف الكلام على تهجير ابنائها بانه "هراء". وطالب بدخول الجيش اللبناني وقوات الاممالمتحدة اليها. وأيد بيان ل"الجبهة اللبنانية" من جزين ما يقوم به "الجنوبي" في المنطقة "اذ دافع عن آخر بقعة حرة في لبنان". وحمل على موقف النائب السابق ادمون رزق، معتبراً ان "ليس هناك غرباء في صفوف "الجنوبي"، وداعياً "الشباب اللبناني الحر في لبنان والاغتراب الى الالتحاق به". وطالب بتطبيق القرار الدولي الرقم 520 الداعي الى انسحاب كل القوى الاجنبية من لبنان. وفي الاطار نفسه، زار رئيس "الجبهة" اتيان صقر ابو ارز، المحكوم غياباً بالاشغال الشاقة المؤبدة رئيس الحكومة الاسرائيلية السابق اسحق شامير، ونقل عنه استغرابه الاهتمام بالقرار الدولي الرقم 425 واغفال القرار 520. وفي الوضع الميداني، عقدت لجنة مراقبة وقف اطلاق النار المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل قبل ظهر امس اجتماعاً في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة للبحث في ثلاث شكاوى: واحدة لبنانية على خلفية الاعتداءات البرية والجوية ما أدى الى جرح مدنيين وتضرر ممتلكات، واثنتان اسرائيليتان تتهمان المقاومة باطلاق النار من منطقتين مأهولتين في قبريخا وجباع. واعتبرت مصادر أمنية لبنانية ان الشكويين الاسرائيليتين "مختلقتان"