تشكلت في الخرطوم هيئة قومية شعبية للمساعدة في انقاذ السودان من آثار كارثة الفيضانات والسيول التي اجتاحت البلاد أخيراً. وفيما اعلنت الكويت عن ارسال مساعدات عاجلة الى السودان، واصلت مصر تقديم مواد الاغاثة والأدوية، كما ارسل الأردن مساعدات عاجلة لانقاذ ضحايا الفيضانات. الكويت وأعلن مجلس الوزراء الكويتي أمس عن ارسال معونات عاجلة الى السودان بأمر من أمير الدولة الشيخ جابر الأحمد الصباح. وجاء في بيان صدر عقب الجلسة الاسبوعية للمجلس أمس ان الشيخ جابر أمر بارسال مواد إغاثة وتموين انسانية في شكل عاجل الى السودان وذلك "مساعدة للشعب السوداني الشقيق ومساهمة في رفع المعاناة عنه جراء الظروف الانسانية الصعبة التي يتعرض لها". ولا تزال العلاقات الديبلوماسية بين الكويت والسودان معلقة منذ الغزو العراقي للكويت عام 1990، لكن خطوات اتخذت نحو التقارب مع الخرطوم. اذ استقبلت الكويت مسؤولين من الحكومة السودانية خلال السنتين الماضيتين كما أعادت الاتصالات البريدية مع السودان الشهر الماضي. طائرة مصرية الى ذلك، تصل اليوم الى الخرطوم طائرة مصرية محملة ثلاثين طناً من مواد الاغاثة لدرء آثار الفيضانات والسيول التي ضربت السودان خلال الاسبوعيين الماضيين. ويصل على متن الطائرة وفد مصري رفيع المستوى يقوده وزير الصحة الدكتور اسماعيل سلام وعدد من الأطباء. وتعتبر الطائرة الآتية اليوم الثالثة في اطار الدعم المصري للسودان الذي يأتي في اجواء تحسن في العلاقات بين القاهرةوالخرطوم. واهتمت القيادة السودانية باستقبال المساعدات المصرية، فأشاد مسؤول العلاقات الخارجية في المؤتمر الوطني الحزب الحاكم الدكتور عبدالله سليمان العوض بالدعم المصري والليبي لمتضرري السيول والفيضانات، وقال انه ساهم في تخفيف وطأة الكارثة ووجد ترحيباً من الشارع السوداني. وفي الخرطوم، وجهت الهيئة القومية للانقاذ من أثار الفيضانات والسيول، التي أعلن عنها أمس، نداء الى الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وكل المؤسسات الاقتصادية الاقليمية والدولية لتقديم العون والمساعدة لانقاذ المنكوبين من ضحايا الفيضانات. واعلنت ان خسائر البلاد بسبب الفيضانات بلغت 150 بليون جنيه سوداني نحو 75 مليون دولار. وتضم الهيئة شخصيات مستقلة لا تشغل أي وظائف حكومية من بينها الدكتور عبدالله الطيب والدكتور عون الشريف قاسم مديرا جامعة الخرطوم سابقاً، والوزراء السابقين علي شمو والدكتور حسين سليمان أبو صالح ومأمون بحيري وأحمد زين العابدين. وحذرت وزارة الصحة السودانية من أن الأوضاع الصحية ستسوء خلال الأسابيع المقبلة نتيجة السيول. وقال وكيل الوزارة الدكتور بشير ابراهيم ان أكثر من عشرة ملايين سوداني سيتعرضون لمخاطر صحية بسبب السيول والفيضانات. وقال في مؤتمر صحافي ان الوزارة تطمع في العون الأجنبي والشعبي، وأشاد بالمساعدات التي وصلت من مصر والأردن. المزارع وقال رئيس اتحاد المزارعين ان الفيضانات غمرت عشرات الآلاف من الأفدنة وبلغت الخسائر 150 بليون جنيه سوداني. وأشار الى تأثير ذلك في زيادة أسعار الخضار والفاكهة. وانتقد عضو مجلس قيادة الثورة السابق النائب العميد صلاح كرار معالجة الحكومة والولايات لكارثة الفيضان ودعا لاعلان ولايتي النيل والشمالية مناطق كوارث لاستقطاب العون الأجنبي. ونبه الى الدمار الكبير الذي لحق بالبنى الأساسية ومرافق الخدمات في شرق السودان. وكانت وزارة الطرق والكباري شيدت جسراً موقتاً مكان جسر القدمبلية الذي انهار أمام السيول العارمة، لكن الجسر الموقت انهار أيضاً بفعل السيول التي أخذت معه شاحنة كبيرة محملة بالسلع. والى أن يتم تركيب معبر موقت فستظل حركة النقل في طريق الخرطوم - بورتسودان معطلة وسيؤثر ذلك في تمويل العاصمة مواد أساسية مثل الوقود والدقيق. اضافة الى أن هذا الطريق يربط وسط السودان بشرقه حتى الميناء الرئيسي على البحر الأحمر. الى ذلك دعا والي الشمالية بدوي الخير الحكومة الاتحادية الى ارسال مزيد من المساعدات، خصوصاً ان الخسائر في ولايته كانت كبيرة بلغت نحو 35 مليون دولار