واشنطن - رويترز - يترقب البيت الابيض بقلق بالغ تطورات الاحداث فيما يتابع الأميركيون تقريراً حافلاً بتفاصيل جنسية يوجه إلى الرئيس الأميركي بيل كلينتون 11 اتهاماً يمكن ان تؤدي إلى مساءلته. رواية رومانسية وفي التقرير الذي يقع في 445 صفحة، منها صفحات عدة اشبه برواية رومانسية، يتهم المحقق الخاص كينيث ستار كلينتون باساءة استخدام السلطة والكذب تحت القسم والتلاعب بالشهود وعرقلة العدالة بمحاولة اخفاء علاقته مع المتدربة السابقة في البيت الابيض مونيكا لوينسكي التي استمرت 18 شهراً. وتتناول الاتهامات التي يوجهها ستار إلى كلينتون في التقرير صفحات وصفحات من تفاصيل العلاقة الجنسية التي اقامها مع مونيكا التي يقل عمرها عن نصف عمر الرئيس. ورد محامو كلينتون ومدافعون ديموقراطيون عن الرئيس بأن سلوك كلينتون ربما يستحق التنديد، لكنه لا يستحق المساءلة والعزل. وقالوا إن ستار ربما بالغ في استخدام سلطاته بتركيز تقريره على الجوانب المثيرة للشهوة في فضيحة لوينسكي. 12 لقاء ووصف التقرير سلسلة من نحو 12 لقاء بين لوينسكي وكلينتون بالقرب من البيت الابيض شملت ممارسات جنسية غير كاملة اثناء اتصال هاتفي مع احد اعضاء الكونغرس وبين ممارسات جنسية باستخدام سيجار. وأشار التقرير إلى أنه في مناسبة أخرى أبلغ كلينتون لوينسكي أنه ليس لديه وقت سوى لقبلة سريعة، لأنه مضطر للذهاب إلى مأدبة عشاء رسمية تكريما للرئيس المكسيكي ارنستو زيديو. وكشف التقرير أيضاً أن تحليل الحمض النووي الذي اجري لرداء لوينسكي قدمته في وقت لاحق إلى المحققين دليلاً مادياً جاءت نتيجة ايجابية تثبت وجود حيوانات منوية من الرئيس على الرداء. وقائع مدمرة وقال النائب الجمهوري عن فلوريدا تشارلز كاندي: "هذا النمط من السلوك ينطوي على تشويه لسمعة منصب الرئيس. وإذا ثبتت صحة الحقائق التي وردت هنا، فإنها تصبح مدمرة". وعلى امتداد سبعة أشهر نفى كلينتون إقامة علاقة جنسية مع لوينسكي، لكنه بعدما أدلى بشهادته تحت القسم امام هيئة المحلفين الكبرى التي يرأسها ستار في آب اغسطس الماضي، اعترف بإقامة "علاقة غير لائقة" معها. ونفى أنه ارتكب جريمة الحنث باليمن عندما اعترف في وقت لاحق ب "علاقة غير لائقة" مع مونيكا، أو عندما قال إنه لم يمارس الجنس مع لوينسكي أو يطلب منها ان تكذب. لكن ستار قال في تقريره: "هناك معلومات مهمة يعتد بها تدعم 11 اتهاماً تستوجب المساءلة": - خمس حالات للكذب تحت القسم سواء في شهادته المكتوبة أو في اقواله شخصياً أمام هيئة المحلفين الكبرى أو في وقت سابق في قضية بولا جونز التي اقامتها ضد الرئيس واتهمته فيها بالتحرش الجنسي. - أربع حالات لعرقلة العدالة شملت محاولة ايجاد وظيفة لمونيكا لوينسكي واخفاء هدايا قدمها لها. - التلاعب بشهادة من خلال محاولة التأثير في شهادة السكرتيرة بيتي كوري. - اساءة استخدام سلطة الرئاسة من خلال اصراره على الكذب على الكونجرس والشعب الاميركي. تفاصيل مثيرة وقال ستار إن التفاصيل المثيرة ضرورية ما دام كلينتون نفى أنه اقام علاقة جنسية مستنداً إلى كلمات قانونية. وأدلت لوينسكي بشهادتها أمام هيئة المحلفين الكبرى التي يرأسها ستار في ظل حصانة، وكانت التفاصيل التي روتها عن لقاءاتها في البيت الابيض هي التي قدمت الجانب السيئ في التفاصيل. وقال ستار: "قدمت السيدة لوينسكي معلومات صحيحة. ولم تورط الرئيس بطريقة تجافي الحقيقة. وقالت الإضرار به هو آخر شيء في العالم أريد ان افعله". الوسيم والحلوة وكانت لوينسكي تنادي الرئيس بكلمة "الوسيم"، في حين كان يناديها "الحلوة". وجاء في التقرير أنه كانت هناك حيل متنوعة سمحت لهما بأن يلتقيا معاً. وكانت لوينسكي تذهب إلى ردهة في البيت الأبيض ثم يناديها كلينتون إلى مكتبه وتقوم بتوصيل أوراق أو بيتزا وتبقى للحصول على موعد للقاء. وأضاف التقرير ان كلينتون ومونيكا شاركا في ممارسات جنسية عن طريق التليفون. وفي إحدى هذه المرات نام الرئيس. وصور التقرير لوينسكي أنها شابة أبلغت أحد أصدقائها بأنها تتصور امكانية الزواج من كلينتون بعد ان يترك البيت الابيض. وأيد اعضاء الادارة الاميركية كلينتون. وقالت مادلين اولبرايت: "لا يمكنني القيام بوظيفتي كوزيرة للخارجية لو لم تكن لدي ثقة كاملة في قدرة الرئيس على اصدار احكام جيدة وثقة في قيادته". وظهر تقرير ستار على شبكة الانترنت بعد ان صوت مجلس النواب بغالبية 363 صوتاً على اذاعة التقرير. ولم تتحقق مخاوف من حدوث زحام شديد على شاشات الكمبيوتر التي تستقبل شبكة الانترنت. وأشارت معظم استطلاعات الرأي إلى ان الاميركيين لا يريدون ان يحيل الكونغرس الرئيس على المساءلة أو الاستقالة. وأظهر استطلاع للرأي اجرته شبكة "سي بي اس" على مدى الأيام الثلاثة الماضية ان 58 في المئة من الشعب الاميركي يريدون نسيان الأمر برمته.