نيويورك، بغداد - أ ف ب، رويترز - غداة إدانة مجلس الأمن بالاجماع قرار العراق وقف تعاونه مع لجنة الأممالمتحدة الخاصة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية اونسكوم، أعلنت مسؤولة في المنظمة الدولية ان مفتشي الأسلحة الدوليين قرروا تعليق عملياتهم في العراق. غير ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية واصلت أمس الأحد نشاطاتها بشكل طبيعي في بغداد. وأعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، سفير بريطانيا جيريمي غرينستوك في وقت متقدم من ليل السبت - الاحد ان المجلس "دان بالإجماع قرار العراق أول من أمس وقف تعاون مع اونسكوم". وقال غرينستوك في تصريح صحافي أدلى به إثر اجتماع غير رسمي مغلق لمجلس الأمن الدولي "ان القرار العراقي يشكل انتهاكاً سافراً" لقرارات الاممالمتحدة وللاتفاق الذي أبرمه في شباط فبراير الماضي الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان. وأضاف ان دول مجلس الأمن الپ15 "طالبت بعودة القيادة العراقية على الفور ومن دون شروط عن قرارها الأخير وعن قرارها الصادر في الخامس من آب اغسطس الذي علق تعاونها مع اللجنة". واعتبر غرينستوك ان على العراق "استئناف تعاون فوري وكامل وغير مشروط مع اونسكوم والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وكانت السلطات العراقية أعلنت السبت الماضي وقفاً فورياً وكاملاً لتعاونها مع "اونسكوم" مطالبة الاممالمتحدة بإنهاء مهام رئيس اللجنة ريتشارد بتلر وبإعادة البحث في رفع الحصار. إلا أنها سمحت لخبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمواصلة اعمالهم في مجال المراقبة. كما لم يقفل مجلس الأمن الباب أمام التوصل الى اتفاق مع بغداد عندما اعرب عن "استعداده للعمل على اجراء مراجعة شاملة للعقوبات" ولكن بعد ان يكون العراق عاد عن قراره. وأعرب اعضاء مجلس الأمن عن "دعمهم الكامل" للأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ولپ"اونسكوم" وللوكالة الدولية للطاقة الذرية حسب ما أضاف غرينستوك. وافاد ديبلوماسيون ان مجلس الأمن كلف غرينستوك ان يشرح لأنان مضمون الرسالة التي أقرها المجلس مساء الجمعة حول مراجعة شاملة للعقوبات تطالب بها بغداد على ان ينقل الشرح بدوره الى القيادة العراقية. وحاول مجلس الأمن الجمعة طمأنة بغداد حول مراجعة سريعة وكاملة للعقوبات المفروضة عليها عندما يستأنف العراق تعاونه المعلق منذ الخامس من آب اغسطس، الا انه رفض التعهد بأن تؤدي هذه المراجعة الى رفع الحصار المفروض منذ ثمانية اعوام. وذهب ممثل العراق لدى الاممالمتحدة نزار حمدون الى حد القول السبت ان هذه الرسالة "كان لها التأثير الكبير على القرار العراقي". ونقل نائب رئيس "اونسكوم" تشارلز دويلفر رسالة الى مجلس الأمن تضمنت النقاط الخمس الواردة في قرار العراق وقف نشاطات "اونسكوم". وأوضح ان هذه النقاط الخمس هي: - تعليق ووقف جميع نشاطات اللجنة الخاصة بما فيها أعمال الرقابة. - عدم السماح لاعضاء فرق الرقابة في اللجنة الخاصة بالقيام بأي نشاط. - لم يطلب من اعضاء فرق المراقبة في اللجنة الخاصة مغادرة العراق. - ابقاء كاميرات المراقبة التابعة لپ"اونسكوم" وكل الأجهزة الأخرى في مكانها وفي حال التشغيل ولكن يمنع الوصول اليها. - يسمح للمنظمة الدولية للطاقة الذرية بمتابعة انشطة الرقابة شرط ان تكون منفصلة عن أنشطة اللجنة الخاصة. وأضاف دويلفر ان العراق أوضح ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيسمح لها بمواصلة عملها شريطة ان تكون مستقلة عن لجنة الاممالمتحدة الخاصة. وقال للصحافيين ان قرار العراق "يوقف قدرتنا على القيام بأي عملية مراقبة على الطبيعة". ومضى قائلاً ان لجنة الاممالمتحدة تحتفظ بموظفيها في العراق على أمل ان يغير العراق موقفه. ويوجد للجنة الخاصة 105 موظفين في العراق من بينهم طيارو طائرات هليكوبتر وخبراء اتصالات. وللوكالة الدولية للطاقة الذرية أربعة مراقبين يستخدمون تسهيلات اللجنة الخاصة. وأعلنت الاممالمتحدة ان الوكالة الدولية للطاقة الذرية واصلت أمس الاحد نشاطاتها بشكل طبيعي في بغداد خلافاً للجنة الخاصة للامم المتحدة المكلفة نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية. وعلم من مصدر في مركز الرصد والتحقق التابع للجنة الخاصة ان فريقين من الوكالة الدولية للطاقة الذرية توجها صباح امس لتفقد موقعين داخل العاصمة العراقية خاضعين لمراقبة الاممالمتحدة. وصرحت مسؤولة في الاممالمتحدة هي كارولين كروس المساعدة الخاصة لمدير مركز المراقبة والتحقق في بغداد أمس بأن خبراء اللجنة الخاصة لم يقوموا أمس بأي نشاط تنفيذاً لتعليمات رئيس اللجنة ريتشارد بتلر. وقالت كروس لوكالة "رويترز": "تلقينا تعليمات من رئيس أونسكوم بتلر بعدم التوجه لإجراء عمليات لحين اشعار آخر".