تبنى مجلس الامن بالاجماع مشروع القرار الذي قدمته بريطانيا والولايات المتحدة لتجميد المراجعة الدورية للحظر على العراق. وربط استئناف المراجعة التي تجرى عادة كل ستين يوماً بتراجع العراق عن قراره وقف التعاون مع اللجنة الخاصة المكلفة التحقق من نزع اسلحة الدمار الشامل اونسكوم والوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكن المجلس حض الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان على طرح افكار في شأن تطوير مبادرته الخاصة باجراء مراجعة شاملة لمدى التزام العراق القرارات الدولية، في ما اعتبر مؤشراً ايجابياً لتشجيع بغداد على استئناف التعاون مع فرق التفتيش الدولي. وبررت روسياوفرنسا تصويتهما لمصلحة القرار 1194 بالاشارة الى فقرة تمهيدية فيه تعرب عن استعداد مجلس الامن للنظر في سياق عرض شامل في امتثال العراق للقرارات الدولية "فور إلغائه قراره" بوقف التعاون مع "اونسكوم" ووكالة الطاقة. وجاء في الفقرة ان المجلس "تحقيقاً لهذا الهدف يرحب باقتراح الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الداعي الى اجراء عرض شامل" و"يدعو الامين العام الى تقديم آرائه في هذا الشأن". وتبنى مجلس الامن مشروع القرار بموجب الفصل السابع من ميثاق الاممالمتحدة، ودان قرار العراق، في 5 آب اغسطس الماضي بوقف التعاون مع اللجنة الخاصة ووكالة الطاقة واعتبره "اخلالاً غير مقبول كلياً بالتزاماته المنصوص عليها" في قرارات المجلس وفي مذكرة التفاهم التي وقعّها العراق وأنان في 23 شباط فبراير. وطالب مجلس الامن العراق بأن "يلغي" قراره "ويتعاون تعاوناً تاماً مع اللجنة الخاصة والوكالة الدولية" وان "يستأنف فوراً الحوار" معهما. وجدد المجلس دعمه "اونسكوم" والوكالة، وتأييده الكامل الامين العام "في ما يبذله من جهود لحضّ العراق على الغاء قراره". واعتبر ان العراق "بتقاعسه عن الامتثال لالتزاماته يؤخر اللحظة التي يمكن المجلس ان ينظر فيها" في رفع الحظر. وقال سفير روسيا سيرغي لافروف ل "الحياة": "جوهر القرار مكّننا من دعمه، وهو ان القرار يعطي دوراً للامين العام للبدء بشيء ما فوراً، وهذا مهم جداً لأن الامين العام شريك في توقيع مذكرة التفاهم، وعليه بعض المسؤولية وهو الآن مدعو الى القيام بشيء ما". وصرح الى الصحافيين بأن "القرار "ينص بوضوح على ان مجلس الامن ليس راضياً عن الوضع القائم ويريده ان يتغير بأسرع وقت، وعلى ان الامين العام يجب ان يلعب دوراً في تطوير مبادرته لاجراء مراجعة او عرض شامل لتنفيذ القرارات، بما فيها قرارات نزع السلاح، وان مثل هذه المراجعة يمكن ان يتم بعد ان يستأنف العراق تعاونه مع اونسكوم والوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتابع ان القرار يوضح "تسلسل الخطوات التي يجب اتخاذها للتغلب على الازمة الحالية وضمان عدم خسارة الاممالمتحدة ما استثمرته في اطار نزع السلاح في العراق". وحض لافروف "الجميع على اتخاذ الخطوات الضرورية لتنفيذ هذا القرار"، مجدداً موقف روسيا "المعارض لاستخدام القوة". ودعا مجلس الامن الى اتخاذ اجراءات "خلاّقة على نسق هذا القرار" مع التركيز على الوسائل "السياسية السلمية". واشار الى ان القرار 1194 "واضح في دعوته الامين العام الى تطوير مبادرته الداعية الى مراجعة شاملة، كما هو واضح في تأكيده ان المراجعة الدورية نفسها ممكنة فقط حين يستأنف العراق التعاون الكامل مع اللجنة الخاصة والوكالة الدولية". الى ذلك، قال سفير فرنسا آلان دوجاميه ل "الحياة" ان ما مكّن بلاده من التصويت لمصلحة القرار هو "الاشارة الى الامين العام ودعوته الى تقديم آرائه" في شأن المراجعة الشاملة للحظر. وتابع ان انان "يمكنه ان يثبت للعراقيين ان مجلس الامن يعتقد ان للأمين العام دوراً بإمكانه ان يمارسه لشق الطريق الى حوار يشمله والمجلس والعراقيين". واعرب عن امله بتراجع العراق عن قراره "لابداء حسن النية"، لافتاً الى ان دعوة مجلس الامن أنان الى طرح آرائه "غير مشروطة". لكنه شدد على ان المراجعة الشاملة لتنفيذ العراق القرارات الدولية "لن تتم الا بعد تراجعه عن قراره". ودعا بغداد الى الامتناع عن تنفيذ تهديداتها بإجراءات اضافية. واضاف دوجاميه ان مجلس الامن لا يطلب من الامين العام العودة الى بغداد.