تنخفض نسبة ولادة الصبيان بشكل ملحوظ في الولاياتالمتحدةوكندا وبلدان أوروبا الغربية وترتفع في بلدان آسيا. ذكر ذلك تقرير ينشر في العدد الأخير من المجلة العلمية الأميركية "ساينتفيك أميركان"، وجاء فيه أن الظاهرة تحير الخبراء ولا يجدون لها تعليلاً مقنعاً. وهناك نظريات عدة تعزو هذه الظاهرة الغريبة الى اختلاف التركيب الجيني للناس، أو تعرضهم للتلوث الاشعاعي، أو نشاطهم الجنسي. الجنس الأضعف وعلى رغم الفكرة السائدة عن قوة الذكور فانهم الجنس الأضعف من البشر. ذكرت ذلك المجلة العلمية الأميركية التي أوردت أرقام تظهر قلة فرص بقاء الأجنة الذكور على قيد الحياة بالمقارنة مع الاناث. ومع أن نسبة تكون الأجنة الذكور في الرحم تزيد عن الاناث بمعدل 125 ذكراً في مقابل 100 انثى فان عدد من يفلح في الولادة 105 ذكور فقط في مقابل 100 انثى. وقد زادت فرص بقاء الأجنة الذكور على قيد الحياة حتى الولادة في النصف الأول من القرن الحالي بسبب تحسن رعاية الحامل وتقليل حوادث الاجهاض. ولكن يلاحظ انخفاض مطرد في نسبة المواليد الصبيان منذ عام 1970 خصوصاً في كندا والبلدان الاسكندنافية. وعلى العموم تختلف معدلات ولادة الجنسين باختلاف الأجناس البشرية. فالسود أقل انجاباً للصبيان من الاناث، بينما تزيد نسبة انجاب الصبيان على الاناث في بلدان آسيا. ويلعب عمر الوالدين دوراً أيضاً في ذلك، إذ تشير الدراسات الى أن الآباء الكبار في السن ينجبون ذكوراً أقل مما ينجب الشباب. ولكن لا يعتقد أن لهذه العوامل دوراً في الانخفاض المستمر في نسبة المواليد الذكور في كندا. التلوث يقتل الذكور ويلقي بعض الباحثين باللوم على التلوث. ذكر ذلك بحث منشور في مجلة الجمعية الطبية الأميركية، وجاء فيه أن التعرض الكبير لمبيدات كيماوية معينة يضعف قدرة الآباء على انتاج حيامن تحتوي على كروموسوم "Y"، وهو المشيج الذي ينجب الصبيان. وتعرقل ملوثات سمية اخرى تطور قدرة الحمل لدى النساء وتزيد في احتمالات اجهاض أجنة الذكور الرقيقة. ويُعتقد بأن سهولة تعرض أجنة الذكور الى الأذى تعود الي تكوينها الذي يتطلب حفزاً هرمونياً خاصاً لانتاج أعضاء الذكورة. ويقدم حادث انفجار مصنع كيماوي في ايطاليا عام 1976 مثالاً صارخاً على دور التلوث الكيماوي في خفض معدلات انجاب الذكور. فنسبة انجاب الذكور انخفضت الى 35 في المئة لدى الآباء الذين تعرضوا للتلوث خلال الفترة بين 1977 و1984، فيما لم ينجب أي صبيان الآباء الذين تعرضوا لأسوأ تلوث. قلة الجنس! ويعتقد الأطباء أن الأبحاث الموقعية التفصيلية قد تكشف عن الغموض الذي يحيط بظاهرة انخفاض المواليد الصبيان. ويلاحظ أن أكثر انخفاض في كندا حدث في الأقاليم الواقعة على المحيط الأطلسي وفي مناطق الوسط الغربي وجنوب شرقي الولاياتالمتحدة. وتفسر أكثر النظريات غرابة سبب هذا الانخفاض بانخفاض النشاط الجنسي في القارة الأميركية. فالنشاط الزوجي الكثير يزيد في احتمال حدوث الاخصاب في فترة مبكرة من الدورة الشهرية حيث تزداد فرص حمل الذكور. ويعتقد بعض الباحثين أن هذا هو السبب في الزيادة الملحوظة في انجاب الصبيان بعد الحروب الكبيرة.