خلصت دراسة أجريت أخيراً في «جامعة ماسي» النيوزيلندية إلى أن الرجال الذين تعرضوا لمادة «الديوكسين» الكيماوية السامة التي كانت شائعة في مبيدات «فينوكسي» لمكافحة نمو الأعشاب الضارة، تقل نسب إنجابهم للذكورعن أقرانهم الذين لم يتعرضوا لتلك المادة. وأجرى الباحثون الفحوصات لرجال ونساء كانوا يعملون في الفترة بين العامين 1969 و1984 في مصنع بنيوزيلندا كان ينتج تلك المادة، اذ يحتوي المبيد على مزيج كيماوي من مادة «تيتراكلوروديبنزو-بي-ديوكسين» (تي.سي.دي.دي) والتي تم ربطها بعدد من المشكلات الصحية من بينها انخفاض نسبة إنجاب الذكور. وحلل الباحثون في تلك الدراسة بيانات 127 رجلاً و 21 امرأة أنجبوا في الإجمال 355 طفلاً، بعدما بدأوا العمل في المصنع، اذ شملت مجموعة الأطفال 197 ذكراً و 158 أنثى بما يمثل معدلاً بلغ 55 ذكراً و45 أنثى في كل 100 مولود. وأخذ الباحثون عينات دم من كافة الاشخاص الذين شملتهم الدراسة في العامين 2007 و2008، لاختبار تركيز مادة «تي.سي.دي.دي» مستخدمين النتائج في تقدير معدلات تلك المادة في الدم لدى الآباء وقت ولادة أطفالهم. وبينت الدراسة أن الرجال الذين حوت دماؤهم نسبة تركيز تفوق 20 بيكوغراماً من المادة السامة وقت الولادة كان احتمال إنجابهم للإناث يفوق احتمال إنجابهم للذكور، وعندما كان التركيز 100 بيكوغرام وقت الولادة تراجعت نسبة إنجاب الذكور لديهم. ولم يجد الباحثون تأثيراً على النساء. وأوضحت كبيرة الباحثين أندريا مانتجيو أنه «قبل 20 عاماً تم للمرة الأولى تسجيل أن احتمال إنجاب الذكور لدى الرجال الذين تعرضوا لمعدلات مرتفعة من الديوكسين نتيجة لحادثة صناعية في سيفيزو بإيطاليا قل عن احتمال إنجابهم للفتيات مقارنة برجال تعرضوا لنسب قليلة من المادة». ولفتت مانتجيو إلى أن الدراسة وجدت أدلة على أن التأثير مرتبط بالكمية (كلما زاد التعرض للديوكسين زاد التأثير)، وأيضاً أن الأمر مرتبط بالرجال الذين تعرضوا لمعدلات مرتفعة من المادة وليس النساء. وتنتج مادة «الديوكسين» من ممارسة الأنشطة الاصطناعية، لكنها قد تنتج أيضاً من أحداث طبيعية مثل ثورات البراكين وحرائق الغابات، وعادة ما تتراكم مثل تلك الكيماويات في السلسلة الغذائية وتحديداً في الأنسجة الدهنية للحيوانات.