قبل أيام من توجه الناخبين الأفغان الى صناديق الاقتراع، فاجأت حركة «طالبان» الحكومة والقوات الأميركية بضربات مؤثرة في مناطق عدة، كان أبرزها ما شهدته العاصمة كابول أمس، حيث فجّر انتحاري نفسه في سيارة مفخخة على أبواب مقر قيادة قوات ال»ناتو» و»إيساف»، موقعاً سبعة قتلى وعشرات الجرحى، وفق مصادر طبية ورسمية أفغانية. وتزامن الانفجار مع هجوم نفذه مقاتلو الحركة في ولاية قندوز الشمالية، حيث كمنوا للقوات الألمانية في مديرية تشاردرة، ما أدى إلى تدمير أربع دبابات ألمانية وقتل وجرح أفراد طواقمها. وأوضح الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد في اتصال أجراه بوسائل إعلام، أن العملية كانت تستهدف أبواب السفارة الأميركية التي لم تتمكن السيارة من الوصول إليها نظراً إلى الحراسة المشددة وإغلاق الطرق قبلها بمسافات بعيدة، ما حدا بالانتحاري التوجه إلى مقر قوات «ناتو» و»إيساف»، التي اعترفت بحصول الهجوم على مدخل المقر، لكنها رفضت السماح للمصورين بالدخول إلى المنطقة والتحقق من عدد الجثث والجرحى. وكانت «طالبان» توعدت بمنع إجراء الانتخابات الرئاسية، وطلبت من الشعب الأفغاني عدم التوجه إلى صناديق الاقتراع. وقالت الدكتورة فروزانا سنا، إحدى المرشحات لمنصب الرئاسة، ل «الحياة» عبر الهاتف من كابول إن الانفجار «لم يكن الأول ولن يكون الأخير، وأن مسلسل العنف سيستمر في أفغانستان». وأكدت أن «مثل هذه الانفجارات لن تؤثر في الانتخابات التي ستجرى في موعدها المحدد». وكان مسلحون مجهولون اغتالوا المدعي العام في كابول في منطقة قرة باغ شمال العاصمة الأفغانية. كما أعلنت القوات الحكومية أنها تمكنت والقوات الأميركية من قتل أكثر من 38 من عناصر «طالبان» في ولايتي قندهار (جنوب) وأورزجان (وسط).. وفي ولاية قندوز (شمال) دمر مقاتلو «طالبان أربع دبابات للقوات الألمانية في مديرية تشاردرة وقتلوا وجرحوا أفراد طواقمها» بحسب ناطق باسم الحركة في المنطقة. وقال الناطق ان الاشتباك استمر ساعات وأن مقاتلي «طالبان» تمكنوا من الانسحاب عبر الجبال، حين تدخّل سلاح الجو لإنقاذ «القوة المحاصرة». على صعيد آخر، شهدت مدينتا تاخار وشبرغان (شمال) تظاهرات حاشدة طالبت بعودة الزعيم الأزبكي عبد الرشيد دوستم من تركيا، بعد ورود أنباء عن نفيه إليها منذ ثلاثة أشهر من قبل القوات الأميركية وبموافقة الرئيس الأفغاني حميد كارازي . ويتمتع دوستم بشعبية بين أبناء عرقيته الأزبكية. وأعلن مقرب من دوستم في اتصال مع «الحياة» أن الزعيم الأزبكي أكدّ للمتظاهرين في شبرغان، التي كانت قلعته العسكرية، بأنه سيعود غداً، غير أن كثراً يعتقدون بانه لن يتمكن ذلك. وكانت ارتفعت وتيرة المطالبات الدولية والمحلية الأفغانية بفتح تحقيق في المجزرة التي كان ضحيتها مقاتلين من «طالبان» أواخر عام 2001 في مزار شريف، بعد استسلام آلاف منهم للجنرال دوستم، وقصفتهم طائرات أميركية وقوات من «المارينز» هاجمت قلعة جنكي مقر إقامة دوستم وقتلت أكثر من ثلاثة آلاف من المستسلمين. وتخشى القوات الأميركية فتح ملف هذه المجزرة واتهامها بانتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.