أعلنت الحكومة السودانية أمس أنها قررت منع الطائرات الأميركية من التحليق في الأجواء السودانية ولم تستثنِ من ذلك الطائرات العاملة في مجال الاغاثة. وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل في نيروبي أمس ان طائرة تعمل في إطار عملية الأممالمتحدة للاغاثة في السودان "تجسست للولايات المتحدة قبل وقت قصير من الغارة الصاروخية على مصنع الأدوية السوداني" في 20 الشهر الجاري. ونقل التلفزيون السوداني أمس عن النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه أن قرار منع الطائرات الأميركية من دخول الأجواء السودانية اتخذ خلال اجتماع عقدته لجنة وزارية السبت احتجاجاً على "العدوان الأميركي على السودان". وتؤكد الخرطوم ان الضربة الأميركية ل "مصنع الشفاء" للأدوية نفذت بطائرات أميركية، في حين تؤكد واشنطن أنها نفذت بصواريخ انطلقت من سفن أميركية. واعتبر نائب الرئيس السوداني ان ضرب مصنع الأدوية "رسالة أميركية أخطأت طريقها". وقال إن اتصالات جرت مع شخصيات عالمية "لمتابعة اجراءات مواجهة العدوان الأميركي". وأضاف ان هذه الاتصالات تتم في إطار جهود لإظهار قوة الموقف السوداني في وجه الادعاءات الأميركية التي لا تسندها أدلة والتبريرات المتناقضة للغارة على الخرطوم. وتابع طه ان العلاقات السودانية - الأميركية "تقف الآن في مفترق طرق"، وان أمر عودتها "رهن باعتراف أميركا بأخطائها تجاه السودان، وعندها سيكون لنا حديث آخر". ودعا الأمة العربية إلى "تقوية الصف والوحدة"، وقال إن أميركا "زادت ظلمها لكثير من الدول بسبب غياب الحوار الداخلي العربي". ورأى أن المعارضة السودانية "أخطأت كثيراً بتأكيدها الادعاءات الأميركية في شأن انتاج مصنع الشفاء أسلحة كيماوية". وكشف عن دعاوى قضائية ضد "عدد من رموز المعارضة في الخارج". في نيروبي، دعا وزير الخارجية السوداني مجلس الأمن مجدداً إلى ارسال بعثة تحقيق إلى الخرطوم للتأكد من مدى صحة المزاعم الأميركية بأن مصنع الشفاء ينتج أسلحة كيماوية. وذكر الوزير الذي التقى مسؤولين كينيين قبل توجهه إلى جنوب افريقيا للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية لقمة دول حركة عدم الانحياز ان "طائرة تابعة لعمليات شريان الحياة التي تنفذها الأممالمتحدة أثارت شكوك السلطات السودانية بعد طلبها الهبوط في مطار الخرطوم قبل وقت قصير من الهجوم الأميركي على المصنع". وأشار ان هذه الطائرة "لم تهبط في المطار كما طلبت، وإنما دارت حول الموقع وعادت أدراجها لتمر فوق المصنع. تحليلنا أنها كانت ضمن خطة الهجوم. إذا افترضنا ان المصنع كان ينتج أسلحة كيماوية، فإن الغارة الأميركية عليه ترقى إلى جريمة إبادة، لأنه قريب إلى أحياء سكنية ونهر النيل الذي كان يمكن أن يلوث بمواد كيماوية". وأضاف: "هدفنا الوحيد من المطالبة بالتحقيق هو تأكيد أن أميركا ضللت في معلوماتها عن السودان، وهو أمر ينطبق على اتهامات أخرى كثيرة. هذه فرصة للإدارة الأميركية لمعالجة هذه المشكلة والاعتراف بأنها تعرضت لتضليل متعمد. نحن لا نسعى إلى مواجهة مع الولاياتالمتحدة". من جهة أخرى، نفى مسؤول رفيع المستوى في الخارجية السودانية أن يكون استدعاء السفير السوداني في القاهرة أحمد عبدالحليم إلى السودان في إطار خفض لمستوى التمثيل الديبلوماسي السوداني في مصر، أسوة بالتمثيل المصري في الخرطوم الذي ما زال على مستوى القائم بالأعمال منذ العام 1995. وقال المسؤول إن عبدالحليم "استدعي للتشاور وسيعود إلى القاهرة قريباً"