القاهرة، جدة، صنعاء، أبو ظبي، الدوحة، عمان - "الحياة"، أ.ف.ب، رويترز - اتسعت دائرة الانتقاد العربي للغارات الأميركية على السودان وافغانستان في الوقت الذي يستعد فيه مجلس الجامعة العربية لعقد اجتماع اليوم لمناقشة قصف مصنع الأدوية السوداني تلبية لطلب من الخرطوم. وأعرب السودان عن أمله في "دعم عربي شامل في مواجهة واشنطن"، وأعد مشروع قرار يؤكد "رفض العرب التام للعدوان الاميركي وتأكيد التأييد العربي لموقف الخرطوم". وقال مندوب السودان لدى الجامعة أحمد عبدالحليم ان "السودان سيتقدم أثناء اجتماع الجامعة بمشروع قرار يؤكد رفض العرب التام للعدوان الاميركي وتأكيد التأييد والدعم الكامل لموقف الخرطوم". وأعرب عبدالحليم الذي يشغل منصب سفير السودان لدى القاهرة ايضاً ويتولى رئاسة الاجتماع العربي عن أمله في قبول مشروع القرار السوداني، وأدلى السفير السوداني بتصريحه عقب اجتماع مع الأمين العام للجامعة الدكتور عصمت عبدالمجيد. ويعقد الاجتماع الطارئ الذي دعا اليه السودان على مستوى المندوبين الدائمين. وكانت الجامعة العربية نددت الجمعة بالضربات الاميركية التي استهدفت مصنع "الشفاء" للأدوية في شمال الخرطوم. وقال السفير انه أجرى مشاورات مع المسؤولين في الجامعة في شأن دعم المجموعة العربية للسودان في الجلسة التي سيعقدها مجلس الأمن اليوم. وحذر عبدالحليم من "محاولة المجموعة العربية في مجلس الأمن اليوم استرضاء الولاياتالمتحدة بالسعي الى إفراغ مشروع القرار المعروض على المجلس للمناقشة من مضمونه وقوته". وتوقع استخدام واشنطن حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار بصيغته المعروضة والتي تتضمن إدانة العمل الاجرامي ضد مصنع الأدوية وتأييد الرفض العربي للعدوان. ونددت منظمة المؤتمر الاسلامي امس بپ"العمل الانفرادي" للولايات المتحدة التي قصفت الخميس الماضي أهدافاً في السودان وافغانستان. وقال الأمين العام للمنظمة عزالدين العراقي في بيان نشر في جدة ان "المنظمة اذ تذكر بموقفها في ادانة الارهاب فإنها ترى ضرورة الامتناع عن القيام بأي عمل انفرادي خارج الشرعية الدولية". واعربت عن "تأييدها الشكوى التي قدمها السودان لدى مجلس الأمن" عقب الضربات الاميركية التي دمرت مصنع "الشفاء" للادوية في الخرطوم. في الكويت دعت الحكومة امس المجتمع الدولي "في اطار الأممالمتحدة" الى اتخاذ خطوات فاعلة لمحاربة ظاهرة الارهاب لتجنيب شعوب ودول العالم المزيد من المآسي. ودان بيان صادر عن الجلسة الاسبوعية لمجلس الوزراء الكويتي "الاحداث الارهابية التي وقعت اخيرا" وما اسفرت عنه من اصابات، وأشار الى دور مطلوب من الأممالمتحدة لمواجهته. على صعيد آخر، أعلنت السفارة الاميركية في الكويت امس عن عودة قسمها القنصلي الى العمل اعتباراً من اليوم بساعات عمل محدودة بعد ان توقف هذا القسم عن العمل لمدة يومين إثر العمليات العسكرية الاميركية في افغانستان والسودان. وانتقدت دولة الامارات العربية المتحدة ضمناً الضربات الاميركية واعتبرت ان محاربة الارهاب يجب ان تكون ثمرة الجهود المتضافرة داخل مجلس الأمن. وأفاد بيان أصدرته وزارة الخارجية ان "التطورات الأخيرة تدعو الأسرة الدولية الى التحرك بصورة جماعية ومنسقة من خلال مجلس الأمن من أجل قطع دابر الارهاب وتحديد مسؤولية الدول التي تقدم المساعدة والتسهيلات لعناصره وتنظيماته". وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الانباء الاماراتية الرسمية ان "قيام مجلس الأمن بذلك سيؤدي الى تقنين التعامل مع الارهاب ووضع الضوابط والوسائل الضرورية لمواجهته بفعالية وكذلك ردع الذين يثبت ضلوعهم في ارتكاب أعمال ارهابية أو المشاركة فيها". وبثت وكالة الانباء القطرية الرسمية مساء السبت ان قطر أعربت عن "قلقها وأسفها" للهجمات الاميركية على السودان وافغانستان. ونقلت الوكالة عن متحدث باسم وزارة الخارجية قوله ان قطر "تدعو الى ضبط النفس وانتهاج اسلوب الحوار لحل القضايا حفاظاً على الأمن والاستقرار في المنطقة". وفي صنعاء، جدد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح ادانة بلاده حادث تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام، وأعرب في الوقت ذاته عن أسفه لما تعرض له مصنع الأدوية السوداني. وكان علي صالح استقبل أمس السفيرة الاميركية في صنعاء السيدة بربارا بودين واكد ان اليمن "ستتعاون مع الجهود الدولية كافة من أجل مكافحة الارهاب أياً كان شكله أو مصدره". وقال: "ندين حادث الاعتداء على السفارتين الاميركيتين في كل من كينيا وتنزانيا، وندين ونرفض أعمال الارهاب والعنف كافة أياً كان مصدرها أو مرتكبوها لأن الارهاب بكل أشكاله يهدد الأمن والسلام في العالم". وبُحث في اللقاء عدد من القضايا والتطورات التي تهم العلاقات اليمنية - الاميركية ومجالات التعاون بينهما. وامتنع مسؤولون في الحكومة اليمنية عن التعليق على ما نشرته صحيفة كينية يومية أول من أمس. وقالوا لپ"الحياة": "لا تعليق لدى اليمن على ما نشرته الصحيفة الكينية، التي أفادت ان السلطات الكينية ألقت القبض على ثلاثة اشخاص يعتقد ان لهم علاقة بعملية تفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام، وان أحد هؤلاء يدعى خالد سالم ويحمل الجنسية اليمنية. وقالت مصادر أمنية ان السلطات اليمنية على اتصال مع السلطات الكينية التي أطلعت اليمن على تفاصيل تزوير الجواز اليمني الذي استخدمه المتهم محمد صادق عودة. واستنكر مجلس النواب الأردني بشدة الضربات الصاروخية الاميركية في السودان وافغانستان ورأى فيها "عدواناً على سيادة الدول واستفزازاً متعمداً". وأوضح المجلس في بيان أصدره مساء السبت، انه "إذ يستنكر بشدة العمل العسكري المدان من جانب دولة عظمى مثل الولاياتالمتحدة، يرى ان هذا العمل يشكل عدواناً على سيادة الدول وسلامة أراضيها مثلما ينطوي على استفزاز متعمد للمشاعر في وقت يمكن اللجوء الى الحوار والديبلوماسية لمعالجة الاختلالات"