أكدت مؤسسة النقد العربي السعودي ان سوق الريال "تحت السيطرة" بعد المضاربات الخفيفة التي تعرض لها الريال السعودي. وقال خبراء ومصرفيون ل "الحياة" ان تلك المضاربات أدت الى "هبوط هامشي"، على حد تعبيرهم، في سعر صرف الريال ولن يكون لها أي تأثيرات في قيمة العملة السعودية التي حافظت على معدلات فعلية للصرف تجعلها "من اكثر العملات جاذبية". وقال الخبير الاقتصادي السعودي الدكتور احسان بو حليقة ل "الحياة" في اتصال هاتفي، ان اسس الاقتصاد السعودي "متينة ولا يوجد اي سبب اساسي لهبوط سعر صرف الريال". واوضح ان هذه التأكيدات تنطلق من سببين رئيسيين غفل عنهما بعضهم وهي ان قيمة الريال السعودي على المدى القصير تحددها الاحتياطات من العملة والذهب لدى مؤسسة النقد العربي السعودي، وهي الاحتياطات التي تستخدم للتدخل في حال حدوث "عدم توازن" في اسعار الصرف، مشيراً الى ان هذه الاحتياطات لم يظهر عليها أي تغيير، اضافة الى ان السعودية تحتفظ دائماً باحتياطات من العملة الأجنبية فقط تغطي وارداتها لمدة ثلاثة اشهر مقبلة. وقال ان السبب الثاني هو ان قيمة العملة في المدى الطويل تحدد بناء على متانة الاقتصاد وجاذبية العملة وهذا ما ينطبق على السعودية التي حافظت على معدل فعلي للصرف بلغ 93 في المئة منذ عام 1990، وهو معدل جذاب للصادرات التي تتأثر بالعملة كما هو معلوم، وهو ايضاً مناسب بدليل عدم وجود التضخم الذي يبرز مع انخفاض العملة. وشدد بو حليقة على ان الكثيرين يفوتهم ان وضع السيولة السعودية قوي جداً اذا علمنا ان الموجودات الأجنبية للبنوك السعودية بلغت 94 بليون دولار مع نهاية النصف الاول من السنة الجارية، وان صافي الموجودات الاجنبية بعد حسم المطلوبات يتجاوز 48 بليون دولار، لافتا الى ان الاقتصاد السعودي في الاساسيات لا يزال يدعو للاطمئنان. وكان جرى يومي الخميس والجمعة الماضيين بعض عمليات بيع على الريال أدت الى ارتفاع سعر الصرف الى مستوى 3.7650 بزيادة تقارب 0.4 في المئة على سعر الصرف العادي في مقابل الدولار البالغ 3.75 . واستجابت سوق الاسهم السعودية اول من امس في الفترة المسائية وانخفض مؤشر سوق الاسهم السعودية ففقد 4.26 نقطة ليقفل مساء السبت عند 165.55 نقطة في ختام التعاملات، اثر اشاعات في السوق عن خفض قيمة الريال، وهو ما نفته مؤسسة النقد العربي السعودي التي تدخلت في السوق الفورية لتخفيف الضغوط على الريال. وقال مصدر في المؤسسة ان ما حصل يشبه سيناريو عام 1993 عندما تدخلت المؤسسة وأحكمت قبضتها على سوق الريال" وهو ما ستفعله في حال استمرار المضاربات هذه السنة.