بكين، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - وجهت الصين أمس تحذيراً جديداً الى المضاربين الذين يراهنون على خفض قيمة العملة الصينية اليوان، واتهمتهم بنشر اشاعات كاذبة وتضخيم تأثير الأزمة المالية الآسيوية أملاً بكسب المال السريع. وتعهدت الصين أمس ايضاً الدفاع عن دولار هونغ كونغ. وجاء التحذير الصيني في وقت تسري فيه اشاعات مستمرة نقلتها وسائل الاعلام في هونغ كونغ ومفادها ان البليونير الاميركي جورج سوروس قرر ان يستهدف دولار هونغ كونغ المرتبط تسعيره بالدولار الاميركي، وهو يراهن على اعتبار ان نظام التسعيرة الثابت هذا لم يعد ممكناً نظراً الى الوضع الاقتصادي في المستعمرة البريطانية السابقة وفي الصين. ويذكر ان ازمة الروبل الروسي الاخيرة بدأت بالفعل يوم صدور رسالة بعث بها سوروس الى صحيفة "فايننشال تايمز" يوم الخميس الموافق 14 آب اغسطس الجاري دعا فيها الى خفض قيمة الروبل بنسبة تراوح بين 15 و25 في المئة. ونقلت صحيفة "تشاينا ديلي" الصادرة بالانكليزية عن خبير اقتصادي صيني يعمل لحساب الحكومة الصينية قوله ان الاشاعات انتشرت أخيرا في سياق تدهور كبير للين الياباني وذلك على رغم تصميم الحكومة الصينية على المحافظة على استقرار اليوان. وقال الخبير لي غوبين ان شركات مالية دولية تقف وراء نشر هذه الاشاعات واتهمها بالكذب بهدف كسب الكثير من المال. واضاف غوبين ان الحكومة المركزية ستلبي أي طلب من حكومة هونغ كونغ لمد يد المساعدة. وترددت اشاعات في أسواق الاسهم والصرف في هونغ كونغ مفادها ان بكين خصصت بالفعل جزءاً من احتياطاتها لمواجهة المضاربين. وقال وسطاء في هونغ كونغ ان حكومة الاقليم ربما أنفقت اكثر من 100 بليون دولار هونغ كونغ 12.8 بليون دولار اميركي خلال الاسبوعين الماضيين في شراء اسهم وعقود آجلة لاحباط نشاط المضاربين. اما اليوان المرتبط بدوره بالدولار بنظام تسعيرة ثابت فلم يعد قابلاً الآن للتحويل الا في اطار الصفقات التجارية ولكن ليس في تحركات رؤوس الاموال.. لكن قلق السلطات الصينية يتزايد ازاء تطور الوضع في سوق الصرف خصوصاً منذ انخفاض الروبل اخيراً. وهي تدحض بانتظام اي اشاعات حول خفض اليوان، وتكرر التأكيد على انه ليس لدى الصين اي سبب لتخفيض عملتها طالما ان اسس اقتصادها لا تزال جيدة وطالما انها تملك احتياطاً مالياص يقدر بأكثر من 140 بليون دولار في اواخر حزيران يونيو الماضي.