نيويورك، لندن، طرابلس، عمان، بنغازي - أ ف ب - دعا الرئيس باراك اوباما امام اجتماع خاص بليبيا في مقر الاممالمتحدة في نيويورك الى «اجراء انتخابات حرة ونزيهة» في اختتام المرحلة الانتقالية الحالية في ليبيا. واضاف اوباما، حسب نص الخطاب الذي وزعه البيت الابيض قبل قليل من القائه امام اجتماع «اصدقاء ليبيا» على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة: «نعرف جميعا ما تحتاج اليه ليبيا، مرحلة انتقالية منظمة، وقوانين جديدة ودستور يحترمان دولة القانون، وإحزاب سياسية ومجتمع مدني متين، وللمرة الاولى في تاريخ ليبيا انتخابات حرة ونزيهة». وشدد اوباما على ان مهمة الحلف الاطلسي في ليبيا ستتواصل «ما دام الليبيون مهددين»، وحضّ القوات الموالية لنظام القذافي «على القاء السلاح». وقال في الكلمة: «ما دام الليبيون مهددين فإن المهمة التي يقودها الحلف الاطلسي لحمايتهم ستتواصل، وعلى الذين يواصلون المقاومة ان يفهموا ان النظام السابق انتهى وحان الوقت لالقاء السلاح والانضمام الى ليبيا الجديدة». وأعلن انه سيعيد السفير الاميركي الى طرابلس ليعيد فتح السفارة وتعهد بدعم حكومة المجلس الوطني الانتقالي. وجاء في الكلمة: «سنقف معكم في نضالكم من اجل السلام والرخاء الذي يمكن للحرية ان تحققه.» واعتبر الرئيس الاميركي ان الليبيين «يكتبون اليوم فصلاً جديداً من حياة امتهم». بدوره قال وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ان عملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا ستستمر ما دامت هناك حاجة لذلك. وأبلغ قناة «سكاي نيوز» في مقابلة من نيويورك ان «عملية حلف شمال الاطلسي في ليبيا ستستمر ما دام الامر يتطلب ذلك». وكان يرد على الرسالة التي بثتها قناة «الرأي» ومقرها سورية للقذافي امس وقال فيها ان قنابل طائرات الحلف في ليبيا «لن تدوم». وكان القذافي اعتبر ان الاحداث الجارية في ليبيا «مهزلة» داعياً الى «عدم تصديق» الاطاحة بالنظام. وقال القذافي في التسجيل ان «ما يحصل في ليبيا مهزلة شرعيتها معلقة مع قنابل الجو التي لن تدوم». واضاف: «لا تفرحوا ولا تصدقوا ان هناك نظاماً اطيح به او ان هناك نظاماً فرض على الشعب الليبي بالقصف الجوي والبري». وفي الجانب العسكري تراجعت قوات المجلس الوطني الانتقالي امس في المعركة التي تخوضها للسيطرة على مدينة بني وليد، احد آخر معاقل القذافي، بعد يوم من معارك ضارية مع قوات موالية للعقيد الليبي الفار. وانسحبت معظم سيارات مقاتلي المجلس، التي كانت تجوب الخطوط الامامية للجبهة على بعد نحو ستة كليومترات من وسط المدينة الى منطقة تبعد نحو 20 كلم عن بني وليد. ومنع المقاتلون الصحافيين من التقدم نحو بني وليد بعدما كانوا يتمركزون فيها خلال الايام الماضية. وقال احد المشرفين على الحاجز الاخير الذي يسمح للصحافيين بالتمركز عنده: «اذا تقدمتم ستقتلون، ونحن لا نضمن سلامتكم». ودارت معارك طاحنة الاثنين في بني وليد بعدما دخلتها اعداد كبيرة من الثوار صباحا، قبل ان تعود وتنسحب بعد الظهر فيما تحدث غالبية عناصرها عن مقاومة عنيفة يلقونها داخل المدينة. وبات مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي الليبي يواجهون صعوبات متزايدة بينها غياب التنسيق والقيادة خلال محاولاتهم السيطرة على بني وليد. وبعد اكثر من اسبوع على انطلاق هجمات الثوار المبتهجين بسيطرتهم على العاصمة الليبية، باتجاه بني وليد اثر فشل مفاوضات لدخولها بشكل سلمي، لم يحرز هؤلاء سوى تقدم بسيط واصبحوا يتكبدون خسائر بشرية بشكل يومي. ويواجه الثوار المدججون بالاسلحة الخفيفة والثقيلة مقاومة عنيفة من قبل موالين للقذافي في المدينة، تشمل القنص والقصف بالصواريخ والقنابل العنقودية. ويتحدث عدد من المقاتلين عن تململ في اوساط الثوار جراء «خيانات» يتعرضون لها من قبل زملاء لهم، ينتمي معظهم الى بني وليد نفسها.