تباينت تأثيرات انخفاض اسعار النفط على بورصات دول الخليج العربية السنة الجارية وكانت السوق السعودية، التي انخفض اداؤها بنحو 13 في المئة، الأكثر تأثراً في حين لم يكن هناك أي تأثير على سوق الامارات التي واصلت اندفاعها ونما اداؤها بنسبة تجاوزت 80 في المئة. وقال متعاملون في الاسهم ان عوامل عدة كثيرة اثرت كذلك على الاداء في اسواق المال في دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً التوسع في القطاع الخاص ونمو ارباح عدد من الشركات والاصلاحات الاقتصادية التي ينفذها بعض الدول الاعضاء. وذكر المدير العام ل "مركز بخيت للاستشارات المالية" في الرياض بشر بخيت "ان السوق السعودية لا تزال تتأثر كثيراً باوضاع سوق النفط واتضح ذلك في اداء السوق العام الماضي والسنة الجارية". وقال في اتصال مع "الحياة" ان "اداء سوق الاسهم السعودية تراجع بنحو 13 في المئة منذ بداية السنة وان انخفاض اسعار النفط كان احد العوامل الرئيسية لهذا التراجع". واوضح ان اجراءات تقليص الانفاق، التي اعلنتها الحكومة السعودية السنة الجارية بسبب تراجع اسعار النفط، اسهمت في الحد من انخفاض الاداء في السوق لكونها عززت ثقة المستثمرين من جهة معالجة الخلل المالي في المملكة. واضاف: "كان من الممكن ان تهبط السوق بنسبة اكبر لأن اسعار النفط انخفضت بنحو 30 في المئة، لكن السوق تراجعت 13 في المئة فقط وهذا يعود الى اعلان الحكومة اجراءات تقشف مما اعطى الانطباع للمستثمرين بأنها جادة في معالجة العجز والمشاكل المالية الأخرى". وأوضح بشر ان التعامل في السوق المالية يعتبر قوياً نسبياً نظراً لأن معظم الشركات لا يزال يحقق ارباحاً السنة الجارية وان كان معدل نمو الايرادات ابطأ من العام الماضي. واعطى مثالاً على مدى التأثير النفسي لاسعارالنفط على سوق المال السعودية بأن السوق انتعشت بنسبة اكثر من 10 في المئة عقب الاعلان عن اجتماع وزراء نفط كل من المملكة العربية السعودية وفنزويلا والمكسيك في الرياض في اذار مارس الماضي للبحث في سبل دعم الاسعار عن طريق خفض الانتاج. لكن بشر اشار الى ان اوضاع سوق النفط لم يكن لها اي تاثير على اداء الاسهم في الامارات بل على العكس واصلت السوق اندفاعها الذي بدأته منذ اعوام ونمت بنحو 80 في المئة منذ بداية سنة 1998. وقال: "ان ذلك يعني ان الامارات باتت تعتمد الى حد كبير على القطاع الخاص وعلى التجارة والسياحة ولم يعد لسوق النفط أي تأثير نفسي على المستثمر". وأشار وسيط الاسهم في الامارات محمد ابو قلبين الى ان الاداء في سوق المال في الامارات كان قوياً السنة الجارية ولم يتأثر بعوامل خارجية. وقال: "يعود ذلك الى ارتفاع ارباح معظم الشركات والمصارف التي يجري تداول اسهمها في السوق نتيجة نمو القطاعات الاقتصادية غير النفطية خصوصاً قطاعات التشييد والتجارة والصناعات الخفيفة". وفي قطر قال مسؤولون ومتعاملون في بورصة الدوحة ان السوق لا تزال تواصل النمو الذي بدأته منذ تأسيسها في ايار مايو الماضي بسبب ارتفاع الطلب على الاسهم نتيجة الزيادة الكبيرة في العائد. واشاروا الى ان القيمة الرأسمالية للسوق، التي تضم نحو 19 شركة، تضاعفت في السنة الاولى منذ افتتاحها. وعن سوق الكويت، التي تعد ثاني اكبر بورصة في الخليج من ناحية القيمة الرأسمالية والاولى من جهة حجم التداول، اشار بشر الى انها تأثرت كذلك بانخفاض اسعار النفط مما ادى الى تراجع الاداء بشكل عام. وقال: "هناك عوامل اخرى اثرت في بورصة الكويت مثل مناقشات مجلس الامة البرلمان في شأن الوضع المالي وتحقيق ارباح كبيرة من قبل المستثمرين بعد ثلاِثة اعوام من نمو متواصل في الاداء". وفي البحرين وصل المؤشر والقيمة الرأسمالية الى اعلى مستوى هذا الاسبوع في حين انخفض في بورصة مسقط بنسبة كبيرة وصفها متعاملون بانها حركة تصحيح للاسعار بعد ارتفاع جنوني العام الماضي. واظهر التقرير الاسبوعي للسوق السعودية ان المؤشر العام انخفض الى 169.81 نقطة نهاية الاسبوع الماضي مقابل 171.17 نقطة نهاية الاسبوع السابق