القدس المحتلة - أ ف ب - دانت السلطة الفلسطينية بشدة قرار بلدية القدس امس بناء مستوطنة يهودية جديدة في حي راس العمود في القدسالشرقية، وحذرت الحكومة الاسرائيلية من "العواقب الوخيمة" للقرار. وقال فيصل الحسيني مسؤول ملف القدس في السلطة الفلسطينية لوكالة "فرانس برس" ان "الخطوة الاسرائيلية استفزازية وخطيرة، وتتحمل الحكومة الاسرائيلية كل العواقب الوخيمة التي ستنجم عنها". وأضاف ان "هذه الخطوة تضاف الى سلسلة الخطوات التي دأبت حكومة بنيامين نتانياهو على اتخاذها في شكل منهجي بهدف تدمير العملية السلمية، وهي تظهر في شكل قاطع ان اي تصور عن امكان الوصول الى سلام مع هذه الحكومة هو مجرد اوهام". وأشار الحسيني الى ان القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعاً لبحث الموضوع و"لاتخاذ الخطوات الكفيلة بالتصدي له ولمحاولة تهويد المدينة المقدسة". وكان مصدر رسمي اسرائيلي اعلن امس ان بلدية القدس الاسرائيلية اعطت موافقتها النهائية على مشروع لبناء 132 شقة للمستوطنين اليهود في منطقة راس العمود الفلسطينية في القدسالشرقية. وقال ايهود اولمرت رئيس بلدية القدس لوكالة "فرانس برس": "تصرفت البلدية وفقاً للقانون حين اعطت موافقتها على البدء بالبناء خصوصاً بعدما حصل المشروع على موافقة وزارة الداخلية الاسرائيلية". وبحسب مصادر اسرائيلية رسمية صدرت الموافقة على الشروع ببناء المستوطنة في راس العمود قبل بضعة ايام ولكن اتفق على تأجيل اعلانها اياماً كي لا يتم التأثير سلباً على الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية التي جرت في الأيام الماضية بهدف التوصل الى اتفاق على انسحاب اسرائيلي من الضفة الغربية. لكن تعثر التوصل الى اتفاق خلال هذه المحادثات دفع مؤيدي بناء المستوطنة في راس العمود الى تسريب المعلومات عن القرار. وأوضحت المصادر الاسرائيلية ان منظمة "عطيرات كوهنيم" الاستيطانية المتطرفة التي ستتولى الاشراف على مشروع البناء تجري محادثات مع دائرة الآثار الاسرائيلية لانجاز حفريات في الموقع قبل الشروع في البناء. ويفرض القانون الاسرائيلي اجراء حفريات في عدد من المناطق التي تعتبر تاريخية في القدس قبل انجاز اي مشروع بناء، وذلك للتأكد من عدم وجود آثار مهمة في المنطقة المنوي اقامة المشروع فيها. وأوضحت اوساط "عطيرات كوهنيم" التي تمثل رأس الحربة لمشاريع الاستيطان اليهودية في القدسالشرقية، انها تتوقع التوصل قريباً الى اتفاق مع دائرة الآثار بموجبه يقوم عدد من افرادها بالعمل كمنقبي آثار. وأضافت انه يتوقع ان تضم الأرض التي ستقام عليها المستوطنة قبوراً يهودية قديمة. وعلى رغم انه لم يعلن بعد موعد محدد للبدء بأعمال الحفريات والبناء، الا ان مسؤولين في "عطيرات كوهنيم" قالوا ان المنظمة اجرت اتصالات مع شركات للبناء. موسكوفيتش - اولمرت يذكر ان المليونير اليهودي ايرفينغ موسكوفيتش الذي يدعم المنظمات الاستيطانية اليهودية في القدس اشترى الأرض وقدم طلباً لاقامة مشروع سكني عليها العام الماضي. وأدى احتلال مستوطنين اعضاء في "عطيرات كوهنيم" مبنى فوق قطعة الأرض الى احتجاجات فلسطينية شديدة، والى تدخل اميركي، مما دفع الحكومة الاسرائيلية الى تأجيل منح الموافقة النهائية على البدء بالمشروع. وأفاد قريبون الى اولمرت وموسكوفيتش انهما التقيا الاسبوع الماضي في القدس لوضع اللمسات الاخيرة التي تمكن من البدء بالمشروع. وكان قرار مماثل للحكومة الاسرائيلية في آذار مارس العام الماضي لبناء مستوطنة يهودية في جبل ابو غنيم في القدسالشرقية ادى الى مأزق في المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية.